أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015
3361
التاريخ: 5-3-2022
1666
التاريخ: 2024-09-09
450
التاريخ: 13-3-2022
2485
|
ان الطفل او الصبي يحتاج في حياته الطويلة الى حب وتقبّل عائليين. وعندما يشعر الصبي بعمق انه محبوب عائلياً، فان شخصيته العاطفية تنمو بتكامل واضطراد. خصوصاً عندما تُبنى قواعد الثقة بينه وبين والديه، وبينه وبين الافراد الذين يحيطون به.
وقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يشعر _ وهو صبي _ ان بيت ابي طالب كان مكاناً آمناً ومنبعاً للحبّ والألفة والتقبّل العائلي والطعام والمأوى النفسي. وكان لام طالب (رضوان الله عليها) دور كبير في تأمين ذلك. وعندما احس ذلك الصبي العظيم (صلى الله عليه واله) ان العالم الصغير من حوله عالم انسجام وحبّ ورحمة، بدأ يبني علاقة الأمومة مع امه الاعتبارية ام طالب.
ان المراحل التي يمر بها الانسان في حياته من طفولة وصبا وبلوغ متصلة بعضها ببعض، فاذا انتهت مرحلة من تلك المراحل تهيأ الانسان للدخول في مرحلة اخرى. فمن تلك المراحل التي يمر بها الطفل: مرحلة الاعتماد الكامل على الأم أو المرضعة، مرحلة الاستقلالية النسبية والأمن من المحيط المجهول، مرحلة الاحساس بالحب والحنان من قِبل الأبوين. وربما تتداخل تلك المراحل مع بعضها البعض، الا ان المرحلة الاخيرة هي من اهم مراحل تكامل نمو الانسان في الطفولة. فالحب والحنان يساعدان الطفل على الدخول من بوابة النمو العقلي السليم. واذا حُرم الطفل من الحب والحنان ايام الصبا، فانه سيحمل الكثير من العقد النفسية والشعور بالنقص وعدم القدرة على التفكير. ومن هنا كان دور ابي طالب وزوجته عظيماً في بناء شخصية محمد اليتيم (ص). فعن طريق الحب والحنان والاعتناء بمأكله وملبسه وتشجيعه على الاندماج مع الجو العائلي، قامت ام طالب بمهامِّ دور الأم الحنون لابنها الاعتباري الذي كان يحمل هموم الكون والحياة وتقديم الخيارات له ليختار الافضل.
ولا يشك احد ان استقرار شخصية رسول الله (صلى الله عليه واله) الفكرية والعاطفية كان بفضل الحب والحنان اللذان أفاضهما ابو طالب وزوجته عليه (صلى الله عليه واله) زمن الصبا. وبذلك، فعندما بلغ مبلغ الرجال وتوجه الى غار حراء لعبادة الله عزّ وجلّكان (صلى الله عليه واله) قد وضع مرحلة الحب والحنان اللذين أشبعتهما عائلة ابي طالب وراءه. وبدأ ينظر الى الخلق والخالق والوجود، وبدأ يعبد الخالق الواحد وهو في شخصية فكرية وعاطفية متكاملة لا يشوبها نقص عاطفي او نفسي.
ان البيوت التي تربي أبناءها على العقل والحكمة، هي نفس البيوت التي تغمرهم فيها بالحب والدفء والحنان. وعندها يتعلّم الصبي طريقة اختيار القرار، وطبيعة التعامل الاجتماعي، والكفاءة في تأدية الواجبات المناطة به. ومنها ينطلق الانسان الى المجتمع مسلّحاً بالخبرة الأسرية من اجل استثمارطاقاته وتوظيفها لخدمة الناس. والخبرة الأسرية تعني سلوك الصبي أو الرجل سلوكاً عرفياً يتقبّله المجتمع . ولو كانت عائلة ابي طالب وثنية لعلّمت أبناءها وبضمنهم محمد (صلى الله عليه واله) أساليب عبادة الوثن، ولكنها كانت عائلة توحيدية ابراهيمية علّمت أبناءها معاني التوحيد والعبودية لله الواحد الأحد وعلمتهم بأن لهم خالقاً واحداً هو الله سبحانه.
فالجو الذي كانت تشيعه ام طالب في وسطها الأسري كان جوّاً توحيدياً مؤمناً برسالة ابراهيم ورسالة موسى وعيسى (عليهم السلام)، ورافضاً عبادة الاصنام والوثنية في وقت كانت اجواء مكة وازقتها تعج بالثقافة الوثنية التي جعلت لله عزّ وجل اكثر من شريك.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|