أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2016
2325
التاريخ: 25-2-2019
1953
التاريخ: 4-3-2022
2320
التاريخ: 2024-08-27
472
|
ورد عن مولانا الصادق (عليه السلام) خبر يتضمن عمدة أسرار الحج و دقائقه ، فلنذكره تيمنا بكلماته الشريفة : قال (عليه السلام) : «اذا أردت الحج ، فجرد قلبك للّه عز و جل ، من قبل عزمك ، من كل شغل شاغل و حجب كل حاجب ، وفوض أمورك كلها إلى خالقك ، وتوكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك و سكناتك ، و سلم لقضائه و حكمه و قدره ، و ودع الدنيا والراحة والخلق ، و اخرج من حقوق يلزمك من جهة المخلوقين ، و لا تعتمد على زادك و راحلتك و اصحابك و قوتك و شبابك و مالك ، مخافة ان يصير ذلك عدوا و وبالا ، فان من ادعى رضا اللّه ، و اعتمد على شيء ما سواه ، صيره عليه عدوا و وبالا ، ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة و لا لأحد الا بعصمة اللّه تعالى و توفيقه ، واستعد استعداد من لا يرجو الرجوع ، و أحسن الصحبة ، وراع أوقات فرائض اللّه تعالى و سنن نبيه (صلى الله عليه واله) ، و ما يجب عليك من الأدب ، و الاحتمال ، و الصبر، و الشكر، و الشفقة ، و السخاوة ، و إيثار الزاد على دوام الأوقات ، ثم اغسل بماء التوبة الخالصة ذنوبك ، و البس كسوة الصدق و الصفاء و الخضوع و الخشوع ، و احرم من كل شيء يمنعك عن ذكر اللّه عز و جل و يحجبك عن طاعته ولب بمعنى إجابة صافية خالصة زاكية للّه عز و جل في دعوتك له ، متمسكا بالعروة الوثقى و طف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت.
وهرول هرولة ؛ فرا من هواك ، و تبرأ من جميع حولك و قوتك ، و اخرج من غفلتك و زلاتك بخروجك إلى منى ، و لا تتضمن مالا يحل لك و لا تستحقه ، و اعترف بالخطإ بالعرفات ، و جدد عهدك عند اللّه تعالى بوحدانيته ، و تقرب إليه ، و اتقه بمزدلفة ، و اصعد بروحك إلى الملأ الأعلى بصعودك على الجبل ، و اذبح حنجرة الهوى و الطمع عند الذبيحة ، و ارم الشهوات و الخساسة و الدناءة و الافعال الذميمة عند رمى الجمرات ، و أحلق العيوب الظاهرة و الباطنة بحلق شعرك ، و ادخل في امان اللّه و كنفه و ستره و كلاءته من متابعة مرادك بدخول الحرم و زر البيت متحققا لتعظيم صاحبه و معرفته و جلاله ، و استلم الحجر رضى بقسمته و خضوعا لعظمته ، و ودع ما سواه بطواف الوداع ، و صف روحك و سرك للقاء اللّه تعالى يوم تلقاه بوقوفك على الصفا ، و كن ذا مرة من اللّه بفناء أوصافك عند المروة ، و استقم على شروط حجتك ، و وفاء عهدك الذي عاهدت ربك ، و أوجبت له إلى يوم القيامة ، و اعلم بان اللّه لم يفترض الحج ، و لم يخصه من جميع الطاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله تعالى : {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران : 97] .
ولا شرع نبيه (صلى الله عليه واله) سنة في خلال المناسك على ترتيب ما شرعه ، إلا للاستعداد و الإشارة إلى الموت والقبر والبعث و القيامة ، وفضل بيان السبق من دخول الجنة أهلها و دخول النار أهلها ، بمشاهدة مناسك الحج من أولها إلى آخرها ، لأولى الألباب وأولي النهى» .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
راية الإمامين الكاظمين ترفرف حزناً في سماء البصرة الفيحاء
|
|
|