أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2021
2260
التاريخ: 9-4-2019
2386
التاريخ: 31-12-2021
1948
التاريخ: 3-3-2022
1686
|
هو صرف لظاهر وجهك عن سائر الجهات إلى جهة بيت اللّه , و هذا إشارة إلى انه ينبغي ان يصرف وجه القلب عن سائر الأشياء الى اللّه ، فان الاعمال الظاهرة تحركيات للبواطن على ما يناسبها ، فضبط الجوارح و تسكينها بالإثبات في جهة واحدة لأجل الا تبقى على القلب ، لانها إذا توجهت إلى جهات متعددة يتبعها القلب في التوجه إلى أشياء متعددة ، فأمر اللّه بصرفها إلى شطر بيته ، ليتذكر القلب صاحبه ، و يتوجه إليه ، و يثبت على ذلك كما تثبت الأعضاء على جهة واحدة.
قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : «إن اللّه- تعالى- مقبل على المصلي ما لم يلتفت»، و هذا الالتفات يشمل التفات القلب أيضا ، فكما يجب حراسة الرأس و العين عن الالتفات إلى الجهات فكذلك يجب حراسة السر عن الالتفات إلى غير اللّه و غير الصلاة ، فان التفت إلى غير اللّه و غير الصلاة ، فذكره باطلاع اللّه عليه ، و قبح غفلة المناجي عمن يناجيه و عما يقول له حين المناجاة ، لا سيما إذا كان من يناجيه ملك الملوك.
والزم قلبك الخشوع ، فان الخلاص عن الالتفات ظاهرا و باطنا ثمرة الخشوع ، و مهما خشع الباطن خشع الظاهر، و لذا قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و قد رأى مصليا يعبث بلحيته : «اما هذا ، لو خشع قلبه لخشعت جوارحه ، فان الرعية بحكم الراعي» , و في الدعاء : «اللهم اصلح الراعي و الرعية» ، و هو القلب و الجوارح.
و بالجملة : ينبغي لكل مؤمن صرف وجهه إلى بيت اللّه للصلاة ، أن يصرف وجه قلبه إلى صاحب البيت ، و كما لا يتوجه الوجه إلى جهة البيت إلا بالصرف عن غيرها ، فكذلك لا ينصرف وجه القلب إلى اللّه إلا بالتفرغ عما سوى اللّه ، و قد قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «إذا قام العبد إلى صلاته ، و كان هواه و قلبه إلى اللّه ، انصرف كيوم ولدته أمه», و قال (صلى الله عليه واله) : «أما يخاف الذي يحول وجهه في الصلاة أن يحول اللّه وجهه وجه حمار؟!» قيل : هذا نهى عن الالتفات عن اللّه ، و ملاحظة عظمته في حال الصلاة ، فان الملتفت يمينا و شمالا غافل عن اللّه و عن مطالعة أنوار كبريائه ، و من كان كذلك فيوشك أن تدوم تلك الغفلة عليه ، فيتحول وجه قلبه كوجه قلب الحمار في قلة عقله للأمور العلوية و عدم فهمه للمعارف , و قال الصادق (عليه السلام): «إذا استقبلت القبلة ، فآيس من الدنيا و ما فيها والخلق و ما هم فيه ، و استفرغ قلبك من كل شاغل يشغلك عن اللّه - تعالى-، و عاين بسرك عظمة اللّه - عز و جل-، و اذكر وقوفك بين يديه ، قال اللّه - تعالى-: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ} [يونس : 30].
وقف على قدم الخوف و الرجاء» .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|