أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2020
2340
التاريخ: 25-2-2019
2212
التاريخ: 26-12-2020
2239
التاريخ: 26-9-2021
2254
|
إنما منعوا من الجدال و المناظرة لأنّ لهما آدابا و شروطا لا بدّ من مراعاتها و آفات يجب التجنب عنها ، و قل من يهتدي إليها و يوفق لما يجب ، و إلا فالجدال بالتي هي أحسن مأمور به.
قال أبو محمّد الحسن العسكري (عليه السلام): ذكر عند الصّادق (عليه السلام): «الجدال في الدّين وأن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و الأئمة (عليه السلام) قد نهوا عنه فقال الصّادق (عليه السلام) : لم ينه عنه مطلقا و لكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن أما تسمعون اللّه يقول : {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت : 46] , و قوله : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] , فالجدال بالتي هي أحسن قد امر به العلماء بالدين ، و الجدال بغير التي هي أحسن محرم حرم اللّه على شيعتنا و كيف يحرمّ اللّه الجدال جملة؟ , و هو يقول : {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة : 111] , قال اللّه تعالى : {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة : 111] , فجعل علم الصّدق الاتيان بالبرهان ، و هل يؤتى بالبرهان إلّا في الجدال التي هي أحسن .
قيل يابن رسول اللّه : فما الجدال التي هي أحسن و التي ليست بأحسن؟.
قال : أمّا الجدال بغير التي هي أحسن فان تجادل مبطلا فيورد عليك باطله فلا تردّه بحجة قد نصبه اللّه و لكن تجحد قوله أو تجحد حقا يريد ذلك المبطل أن يعين به بطله فتجحد ذلك الحق مخافة أن يكون له عليك فيه حجة ، لأنّك لا تدري كيف المخلص منه فذلك حرام على شيعتنا أن يصيروا فتنة على ضعفاء إخوانهم ، و على المبطلين أما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطى مجادلته و ضعف في يده حجة له على باطله ، أمّا الضعفاء فتغتم قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل.
وأما الجدال بالتي هي أحسن و هو ما أمر اللّه به نبيّه أن يجادل بها من جحد البعث بعد الموت و احياء اللّه له فقال اللّه حاكيا عنه : {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } [يس : 78] , و قال اللّه في الرد عليه قُلْ يا محمد : {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا} [يس : 79، 80] , إلى آخر السّورة ، فأراد اللّه من نبيّه أن يجادل المبطل الذي قال : كيف يجوز أن يبعث هذه العظام و هي رميم؟ , فقال اللّه : {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} [يس : 79] أفيعجز من ابتدأه لا من شيء أن يعيده بعد أن يبلى؟ بل ابتداؤه أصعب عندكم من إعادته.
ثم قال : {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} [يس : 80] , اي إذا كمن النار الحارة في الشجر الأخضر الرطب ثم يستخرجها فعرفكم أنه على إعادة ما بلى أقدر ثم قال : { أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [يس : 81] , إى إذا كان خلق السموات و الأرض اعظم و أبعد في أوهامكم و قدركم أن تقدروا عليه من إعادة البالي فكيف جوزتم من اللّه خلق هذا الأعجب عندكم و الأصعب لديكم و لم تجوزوا منه ما هو أسهل عندكم من إعادة البالي.
قال الصادق (عليه السلام) : فهذا الجدال بالتي هي أحسن ، لأن فيها قطع عذر الكافرين ، و إزالة شبههم و أما الجدال بغير التي هي أحسن فان تجحد حقا لا يمكنك أن تفرق بينه و بين باطل من تجادله ، و إنما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق ، فهذا هو المحرم لأنك مثله جحد هو حقا و جحدت أنت حقا آخر»(1).
_________________
(1) الاحتجاج : ج 1 , ص 15.
|
|
هل تعرف كيف يؤثر الطقس على ضغط إطارات سيارتك؟ إليك الإجابة
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|