أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2019
5871
التاريخ: 17-4-2019
1650
التاريخ: 17-4-2019
11800
التاريخ: 17-4-2019
1449
|
المقاييس لابن فارس:
ولد ابن فارس "أحمد بن زكريا القزويني" وعاش ومات في القرن الرابع الهجري قرن النهضة المعجمية الشاملة. وكانت ولادته عام 329 هـ(1) ووفاته عام 395 هـ. وآثار ابن فارس اللغوية عديدة منها "الصاحبي في فقه اللغة" ومنها "المجمل" بالإضافة إلى معجمه مقاييس اللغة الذي معنا. وقد أقيم نظام المقاييس على أساسيين هما:
1- اتباع الترتيب الهجائي العادي. ولكنه لم يكن يبدأ ثواني الكلمات من أول الألفبائية ولكن من الحرف الذي يلي الحرف الأول.
وحينئذ فقوله: باب الحاء وما بعدها يعني به الحاء مع الخاء، ثم يسير إلى نهاية الألفبائية، ويبدأ من الهمزة ويقف عند الجيم، وقد شرح الدكتور عبد الله درويش الفكرة قائلًا: فإذا تصورنا أن الأبجدية منتظمة في شكل دائرة فإن الترتيب يبدأ من الحرف المعين مبتدئًا بتأليفه مع
ص212
ما يليه في الدائرة ثم ينتقل إلى الحرف الثاني وهكذا حتى تعود الدائرة من حيث بدأت وهكذا:
وفعل مثل في الحروف الثالثة(2). وعلى هذا فكلمة مثل "عبد" توضع في المقاييس بعد كلمة "عقد" لأن القاف تلي العين بحرفين أما الباء فلا يأتي دورها إلا بعد الانتهاء من جميع حروف الهجاء ثم البدء بالهمزة ثم الباء(3).
2- تقسيم كل حرف من حروف الهجاء أقسامًا ثلاثة "إن وجدت الثلاثة" أو بعضها "إن لم توجد كلها". وهذه الأقسام هي: "أ" المضاعف. "ب" الثلاثي الأصول. "ج" ما جاء على أكثر من ثلاثة أحرف.
وأهم ما يميز المقاييس إلى جانب ذلك شيئان:
1- محاولة ربط المعاني الجزئية للمعاني بمعنى عام يجمعها أو معان عامة. وخير مثال لذلك مادة "جن" التي ردها إلى معنى الستر والتستر، وفرع على ذلك: الجنة لأنها ثواب مستور عنهم اليوم -والجنة بمعنى البستان لأن الشجر بورقه يستر- والجنين الولد في بطن أمه - والجنان القلب - والمجن الترس، وكل ما استتر به من السلاح فهو جنة - والجنة المجنون، وذلك أنه يغطي العقل - وجنان الليل سواده وستره الأشياء، والجن سموا بذلك لأنهم مستترون ... (4).
2- مذهبه الخاص في الرباعي والخماسي الذي شرحه بقوله:
ص213
"اعلم أن للرباعي والخماسي مذهبا في القياس يستنبطه النظر الدقيق. وذلك أن أكثر ما تراه منحوت. ومعنى النحت أن تؤخذ كلمتان وتنحت منهما كلمة تكون آخذة منهما جميعًا بحظ. والأصل في ذلك ما ذكره الخليل من قولهم: حيعل الرجل إذا قال حي على ... فعلى هذا الأصل بنينا ما ذكرناه من مقاييس الرباعي فنقول: إن ذلك على ضربين: أحدهما المنحوت الذي ذكرناه. والضرب الآخر الموضوع وضعًا لا مجال في طرق القياس...."(5).
ومن يراجع مادة المقاييس يجد ابن فارس يضيف إلى هذين الضربين ضربًا ثالثًا وهو: "ما يجيء على الرباعي وهو من الثلاثي على ما ذكرناه لكنهم يزيدون فيه حرفًا لمعنى يريدونه من مبالغة"(6).
وأمثلة هذه الأنواع الثلاثة كما يلي:
1- بحتر: القصير المجتمع الخلق من بتر وحتر: فالأول كأنه حرم الطول فبتر خلقه، والثاني لأنه ضيق عليه ولم يعط ما أعطيه الطويل.
2- أما ما وضع وضعًا فمثل له بالبخنق والبرغز والبرذن والبرشم (7) ... إلخ.
3- أما ما زيد فيه حرف فمثاله بلعوم من البلع، وبرقع، بزيادة الباء، وبلسم بزيادة الميم وبلقع بزيادة اللام.
وقد طبع معجم مقاييس اللغة في مصر بتحقيق الأستاذ الكبير عبد السلام هارون في ستة مجلدات وزود بفهارس دقيقة وافية.
ص214
__________
(1) ذكر ذلك عدنان الخطيب ص 39، وأكد الأستاذ هلال ناجي أنه ولد سنة 312 والأرجح أنه ولد خلال العقد الأول من القرن الرابع أو بداية العقد الثاني "مقدمة التحقيق لمجمل اللغة".
(2) المعجم العربي ص 124.
(3) يبدو أن ابن فارس أخذ فكرته البدء في الثواني بما يلي الأوائل وفي الثوالث بما يلي الثواني - أخذها عن معاجم التقليبات. ولكن معاجم التقليبات فعلت ذلك تجنبًا للتكرار، ولا حكمة في صنيع ابن فارس.
(4) 1/421 ،422 .
(5) 1/329
)6)1/335
(7) البخنق: برقع يغشي العنق والصدر. والبرغز: ولد البقرة الوحشية. والبرشم: البرقع.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|