أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2019
1183
التاريخ: 21-4-2019
423
التاريخ: 21-4-2019
613
التاريخ: 11-2-2019
397
|
تسجيل الصوت:
يعتبر التسجيل، كما أشرنا من قبل، توسيعًا لمدى الملاحظة بإدخال عنصر الدوام على النطق، وهذا الدوام استمرا بالقوة(1) للنطق، حتى تبدأ إدارة الإسطوانة، فيصير استمرارا بالفعل، وذلك؛ لأن الأسطوانة باقية دائما ومدارة أحيانا، ومثل ذلك يقال عن الشريط، ووسائل التسجيل الأخرى، وتمكن الإعادة غير المحدودة العدد، لنطق خاص على الأسطوانة برفع ذراع الإبرة عن المكان، الذي ينتهي فيه النطق، ووضعها ثانية في المكان الذي بدأ فيه، ويستطيع الطالب أن يتقن هذه العملية إتقانا لا حد له، وتعتبر الأسطوانة، من بين وسائل التسجيل الأخرى، أحسن وسط لحفظ أكبر عدد ممكن من ملامح الصوت المختلفة، وإعطائها لأذن السامع، ولكن التسجيل بصفة عامة لا يمكن أن يقارن بالصوت الحقيقي الصادر عن الجهاز الإنساني، ولا سيما إذا كان المقام مقام بحث أصواتي لغوي، وذلك لسببين: أولهما أن الصوت الإنساني الحي أوضح في قيمته من تسجيله الذي على الأسطوانة، وأن هذا التسجيل ليس إلا تقليدًا غير مطابق تماما للأصل، وثانيهما أن التسجيل المسموع يعطي الطالب فرصة السماع فحسب، وأما الصوت الحي فللأذن فيه فرصة السماع، وللعين فرصة الرؤبة، إذ يلاحظ الباحث حركات شفتي المساعد، ولسانه وفكه الأسفل، وكل ما تصل إليه عينه من أعضاء نطق المساعد.
وإن عدم ملاحظة هذه الحركات في الأسطوانة المسموعة، يجعلها أحط بكثير من الصوت الطبيعي، ومما يؤخذ على التسجيل إذا قارناه بالصوت الحي، أن الطالب إذا سجل على أسطوانته أصواتا غير واضحة -وكثير ما هي- فإنه لا يستطيع أن يحصل من الأسطوانة على توضيح كاف لهذا الغموض، حتى ولو أدار هذا النطق على الأسطوانة آلاف المرات، أما إذا جاءك مساعدك أحيانا بصوت غير واضح، فإنك ستستوضحه، وسيوضح لك ما غمض في نطقه الأول.
ص71
والتسجيلات هي الوسائل الوحيدة "تقريبا"، التي يمكن أن تختبر بها دقة نتائج الملاحظة، أو عدمها في نواح كثير في علم الأصوات اللغوية، مثل قيم الأصوات العلية، والتنغيم، والنبر، وهلم جرا، ففي غياب مساعد البحث لا يمكن استقصاء هذه الملامح اللغوية بواسطة أية وسيلة آلية، إلا وسيلة التسجيل، وهذا ما يعطي التسجيل قيمة بين وسائل البحث الآلية، لا تشاركه فيها وسيلة آخرى.
ومن المهم جدا أن يكون الطالب حذرا في اختيار المادة، التي يسجلها على الأسطوانات لأغراض البحث اللغوي؛ لأن المفروض في هذه المادة أن تخدم أغراضا معينة في العمل، ويتطلب موضوع ما في دراسته مادة تختلف عما يتطلبه موضوع آخر، فطالب الأنثروبولوجيا مثلا، قد يسجل من مادة اللغة ما يسجله طالب الأصوات، أو طالب التشكيل الصوتي، أو طال النحو أو الصرف، ولكن هذا ليس ضروريا؛ لأن طالب الأنثروبولوجيا لا تهمه قوائم الكلمات، ولا جداول التصريف، كما تهم الطلاب الآخرين المذكورين؛ بل يهتم في الغالب بالفقرات، والقطع الكاملة التي تتضح بها ظاهرة أنثروبولوجية معينة.
أما مادة التسجيل لطالب الأصوات، فإنها تشتمل على ما يأتي:
1- قوائم معدة من الكلمات التي تشرح المقارنة بينها ظاهرة نطقية معينة.
2- قصص معدة قبل التسجيل.
3- قصص مرتجلة، وسيصادف الطالب كثيرا من هذه في منطقة اللهجة.
4- محادثات وديالوجات، وما أشبه ذلك من أنواع الحوار، وما يعده الطالب من هذه المادة قبل التسجيل يتطلب مقدرة خاصة على الاختيار، ونفوذ النظرة في العمل، وفي التنبؤ بالأمثلة التي سيختارها حين كتابة مؤلفه عن اللهجة المدروسة.
ص72
__________
(1) أي لا بالفعل.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|