الأنبياء صناع التاريخ

من الضروري أن تستقيم نظرة الإنسان للتاريخ والحياة، بأن يعتبر الأنبياء، والأئمّة، والأوصياء (عليه السلام)، المرتبطين بالسماء، الذين يربطون الحياة بعضها ببعض، ويبشّرون الناس بالحياة السعيدة؛ هم صنّاع التاريخ، فهم فخر البشرية؛ لأنّهم هَدوا البشرية لطريق الحياة السعيدة؛ ولأنّهم هم الذين أعطوا حقّ المادّة وحقّ الروح. وعدم اعتراف المادّيين بالحياة الباقية وبالروح لا ينقص الأمر قيمته الواقعية. مثل الإنسان الأعمى الذي لا يعترف بالمناظر، والإنسان الأصمّ الذي لا يعترف بالأصوات، ولذا قال الله سبحانه وتعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} [النمل: 66] (1)، فالأعمى أحياناً يشكّ بالآخرة وينتهي إلى العدم الذي عبّر الله عنه بقوله سبحانه وتعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} [النمل: 66] (2)، وهؤلاء عندهم فلسفة واحدة للتاريخ؛

_______________

(1) سورة النمل : الآية 66.

(2) سورة النمل : الآية 66.