أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-2-2019
2682
التاريخ: 11-5-2021
2603
التاريخ: 1-8-2020
1803
التاريخ: 5-9-2019
1948
|
اعلم أن من تاب و لا يثق من نفسه الاستقامة على التوبة فلا ينبغي أن يمنعه ذلك عن التوبة علما منه أنه لا فائدة فيه.
فان ذلك من غرور الشيطان ، و من أين له هذا العلم ، فلعله يموت تائبا قبل أن يعود إلى الذنب.
وأما الخوف من العود ، فليتداركه بتجريد القصد و صدق العزم ، فان و في به فقد نال مطلبه وإلا فقد غفرت ذنوبه السابقة كلها و تخلص منها ، و ليس عليه إلا هذا الذنب الذي أحدثه الآن. وهذا من الفوائد العظيمة و الأرباح الجسيمة ، فلا يمنعك خوف العود من التوبة ، فانك من التوبة أبدا بين إحدى الحسنيين : - إحداهما- العظمى : و هي غفران الذنوب السابقة و عدم العود إلى ذنبه في الاستقبال.
وثانيهما - وهي الصغرى : غفران الذنوب الماضية ، و إن لم يمنع العود إلى الذنب في المستقبل.
ثم إذا عاد إلى الذنب ينبغي أن يتوب عنه دفعة ، و يتبعه بحسنة لتمحوها ، فيكون ممن خلط عملا صالحا و آخر سيئا و الحسنات المكفرة للذنوب إما متعلقة بالقلب : وهي الندم ، و التضرع إلى اللّه ، و التذلل له ، و اضمار الخير للمسلمين ، و العزم على الطاعات ، أو باللسان : و هي الاعتراف بالظلم و الاساءة ، و كثرة الاستغفار، أو بالجوارح : و هي أنواع الطاعات و الصدقات.
وينبغي ملاحظة المناسبة بين السيئة التي صدرت عنه و الحسنة التي يتبعها لتمحوها , و في الخبر: ان الذنب إذا اتبع بثمانية اعمال كان العفو عنه مرجوا : أربعة من اعمال القلوب ، و هي : التوبة أو العزم على التوبة ، و حب الإقلاع عن الذنب ، و تخوف العقاب عليه ، و رجاء المغفرة ، و أربعة من اعمال الجوارح و هي : أن تصلي عقب الذنب ركعتين ، ثم تستغفر اللّه تعالى - بعدهما سبعين مرة و تقول سبحان اللّه العظيم و بحمده مائة مرة ، ثم تتصدق بصدقة ثم تصوم يوما.
وفي بعض الأخبار: تسبغ الوضوء و تدخل المسجد و تصلي ركعتين ، و في بعضها : تصلي أربع ركعات , و لا تظنن أن الاستغفار باللسان بدون حل عقدة الإصرار لا فائدة فيه أصلا ، بل هو توبة الكذابين ، لما ورد من : أن المستغفر من الذنب و هو مصر عليه كالمستهزئ بآيات اللّه لأن الاستغفار الذي هو توبة الكذابين ولا فائدة فيه أصلا هو الاستغفار بمجرد اللسان و بحكم العادة و على سبيل الغفلة ، أي ما يكون مجرد حركة اللسان من دون مدخلية للقلب ، كما إذا سمع شيئا مخوفا ، فيقول على الغفلة.
استغفر اللّه ، أو نعوذ باللّه ، من غير شركة للقلب فيه و تأثره منه ، و أما إذا انضاف إليه تضرع القلب و ابتهاله في سؤال المغفرة عن صدق إرادة و خلوص رغبة و ميل قلبي إلى انقلاعه عن هذا الذنب فهي حسنة في نفسها ، و ان علم أن نفسه الامارة ستعود إلى هذا الذنب فتصلح هذه الحسنة لأن يدفع بها السيئة ، فالاستغفار بالقلب و ان خلا عن حل عقدة الإصرار لا يخلو عن الفائدة ، و ليس وجوده كعدمه.
وقد عرف أرباب القلوب بنور البصيرة معرفة قطعية يقينية لا يعتريها ريب و شبهة صدق قوله تعالى : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة : 7، 8] .
ولذا جزموا و قطعوا بأنه لا تخلو ذرة من الخير عن أثر كما لا تخلو شعيرة تطرح في الميزان عن أثر، و لو كانت كل شعيرة خالية عن اثر لكان لا يرجح الميزان باجتماع الشعيرات فميزان الحسنات يترجح بذرات الخيرات الى أن يثقل فتسل كفة السيئات ، فإياك و ان تستصغر ذرات الطاعات فلا تأتيها ، و تستحقر ذرات المعاصي فلا تتقيها ، كالمرأة الخرفاء تكسل عن الغزل تعللا بأنها لا تقدر في كل ساعة الا على خيط واحد ، و أي غنى يحصل منه ، و ما وقع ذلك في الثياب ، و لا تدري أن ثياب الدنيا اجتمعت خيطا خيطا ، و ان اجسام العالم مع اتساع أقطاره اجتمعت ذرة ذرة ، و ربما ترتب على عمل قليل ثواب جزيل ، فلا ينبغي تحقير شيء من الطاعات.
قال الصادق (عليه السّلام) : «إن اللّه - تعالى- خبا ثلاثا في ثلاث : رضاه في طاعته ، فلا تحقروا منها شيئا فلعل رضاه فيه , و غضبه في معاصيه ، فلا تحقروا شيئا فلعل غضبه فيه وخبأ ولايته في عباده ، فلا تحقروا منهم أحدا فلعله ولي اللّه».
فإذا الاستغفار بالقلب حسنة لا يضيع أصلا ، بل ربما قيل: الاستغفار بمجرد اللسان أيضا حسنة إذ حركة اللسان بها غفلة خير من السكوت عنه ، فيظهر فضله بالنظر إلى السكوت عنه ، و إن كان نقصا بالإضافة إلى عمل القلب ، فينبغي ألا تترك حركة اللسان بالاستغفار، و يجتهد في اضافة حركة القلب إليها ، و يتضرع إلى اللّه أن يشرك القلب مع اللسان في اعتياد الخير.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|