أقرأ أيضاً
التاريخ: 18/10/2022
1803
التاريخ: 2024-05-18
880
التاريخ: 19-7-2016
1858
التاريخ: 23-3-2021
2490
|
شواهد الكتاب و السنة ناطقة بأن اللّه - سبحانه- يحب العبد ، كقوله - تعالى- : {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة : 54] , وقوله - تعالى- : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ } [الصف : 4] , و قوله - تعالى- : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة : 222] , و قوله تعالى : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران : 31] .
وقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «ان اللّه يعطى الدنيا من يحب و من لا يحب ، ولا يعطى الايمان الا من يحب» , و قال (صلى الله عليه واله): «اذا أحب اللّه عبدا لم يضره ذنب» وقال (صلى الله عليه واله): «اذا أحب اللّه عبدا ابتلاه ، فان صبر اجتباه ، و ان رضى اصطفاه» , و قال (صلى الله عليه واله): «من أكثر ذكر اللّه أحبه اللّه» , و قال (صلى الله عليه واله) حاكيا عن اللّه : «لا يزال العبد يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و لسانه الذي ينطق به» , و قال (صلى الله عليه واله): «اذا أحب اللّه عبدا ، جعل له واعظا من نفسه ، و زاجرا من قلبه ، يأمره و ينهاه» .
ثم حقيقة الحب - و هو الميل إلى موافق ملائم - غير متصور في حق اللّه - تعالى- ، بل هذا انما يتصور في حق نفوس ناقصة ، و اللّه - سبحانه- صاحب كل جمال و كمال و بهاء و جلال ، و كل ذلك حاضر له بالفعل أزلا و ابدا ، اذ لا يتصور تجدده و زواله ، فلا يكون له إلى غيره نظر من حيث إنه غير، بل ابتهاجه بذاته و صفاته و افعاله , و ليس في الوجود إلا ذاته و صفاته و افعاله ، و لذلك قال بعض العرفاء - لما قرئ قوله - تعالى- : {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة : 54] : «نحن نحبهم ، فانه ليس يحب إلا نفسه» ، على معنى انه الكل و انه في الوجود ليس غيره , فمن لا يحب إلا ذاته ، و صفات ذاته ، و افعال ذاته و تصانيف ذاته ، فلا يجاوز حبه و ذاته و تواضع ذاته من حيث هي متعلقة بذاته ، فهو إذا لا يحب إلا ذاته , و ليس المراد من محبة اللّه لعبده هو الابتهاج العام الذي له- تعالى- بافعاله له، إذ المستفاد من الآيات و الاخبار : أن له - تعالى - خصوصية محبة لبعض عباده ليست لسائر العباد و المخلوقات فمعنى هذه المحبة يرجع إلى كشف الحجاب عن قلبه حتى يراه بقلبه ، و إلى تمكينه إياه من القرب إليه ، و إلى إرادته ذلك به في الازل ، و إلى تطهير باطنه عن حلول الغير به ، و تخليته عن عوائق تحول بينه و بين مولاه ، حتى لا يسمع إلا بالحق و من الحق ، و لا يبصر إلا به ، و لا ينطق إلا به- كما في الحديث القدسي- فيكون تقربه بالنوافل سببا لصفاء باطنه ، و ارتفاع الحجاب عن قلبه ، و حصوله في درجة القرب من ربه ، و كل ذلك من فضل اللّه تعالى و لطفه به.
ثم قرب العبد من اللّه لا يوجب تغيرا و تجددا في صفات اللّه - تعالى- ، اذ التغير عليه سبحانه محال ، لانه لا يزال في نعوت الكمال و الجلال و الجمال على ما كان عليه في ازل الآزال بل يوجب مجرد تغير العبد بترقيه في مدارج الكمال ، و التخلق بمكارم الأخلاق التي هي الأخلاق الإلهية ، فكلما صار اكمل صفة و أتم علما و إحاطة بحقائق الأمور، و اثبت قوة في قهر الشياطين و قمع الشهوات ، و أظهر نزاهة عن الرذائل ، و أقوى تصرفا في ملكوت الأشياء صار أقرب إلى اللّه.
ودرجات القرب غير متناهية ، لعدم تناهى درجات الكمال ، فمثل تقرب العبد إلى اللّه ليس كتقرب أحد المتقاربين إلى الآخر إذا تحركا معا ، بل كتقرب أحدهما مع تحركه إلى الآخر الذي كان ساكنا ، او كتقرب التلميذ في درجات الكمال إلى أستاذه ، فان التلميذ متحرك مترق من حضيض الجهل إلى بقاع العلم ، و يطلب القرب من أستاذه في درجات العلم و الكمال ، و الأستاذ ثابت واقف ، و ان كان التلميذ يمكن ان يصل إلى مرتبة المساواة الأستاذة لتناهى كمالاته ، و أما العبد ، كائنا من كان ، لا يمكن أن يصل إلى كمال يمكن أن يكون له نسبة إلى كمالاته - سبحانه- ، لعدم تناهي كمالاته شدة و قوة و عدة ، و علامة كون العبد محبوبا عند اللّه. أن يكون هو محبا له - تعالى- ، مؤثرا إياه على غيره من المحاب ، و ان يرى من بواطن أموره و ظواهره انه - تعالى- يهيء له أسباب السعادة فيها ، و يرشده إلى ما فيه خيره ، و يصده عن المعاصي بأسباب يعلم حصولها منه - سبحانه- ، انه - تعالى- يتولى امره ، ظاهره و باطنه ، و سره و جهره ، فيكون هو المشير عليه ، و المدبر لأمره ، و المزين لأخلاقه ، و المستعمل لجوارحه ، و المسدد لظاهره و باطنه ، و الجاعل لهمومه هما واحدا ، و المبغض للدنيا في قلبه ، و الموحش له من غيره ، و المؤنس له بلذة المناجاة في خلواته و المكاشف له عن الحجب بينه و بين معرفته.
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|