المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة
أثر الإنسان في تغيير البيئة وتأثير الصناعة والتكنولوجيا على البيئة الأثـر البيئـي فـي النـشـاط الاقتـصادي مـدخـل للأبعاد الاقتصاديـة للمشاكل البيئية وأثر التنمية المستدامة توصيات لنقل المجتمعات العربية إلى مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة مـتـطلبـات التـعليـم الإلكـترونـي المداخل الأساسية لنظريات الإعلام- المدخل الاقناعي: نظريات الإقناع توظيف النظريات المستخدمة في البحوث الإعلامية مرحلة تردد راديوي تسبق الكاشف لمحة تاريخية عن مستقبل إعادة التوليد عالي الأداء أساسيات إعادة التوليد Regeneration Basics ما ورد في شأن الرسول الأعظم والنبيّ الأكرم سيّدنا ونبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) / القسم الثلاثون ما ورد في شأن الرسول الأعظم والنبيّ الأكرم سيّدنا ونبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) / القسم التاسع والعشرون ما ورد في شأن الرسول الأعظم والنبيّ الأكرم سيّدنا ونبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) / القسم الثامن والعشرون حاصلات بلاد النوبة المعاملات التجارية بين مصر وبلاد النوبة

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 7036 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



علاقات مصر ببلاد النوبة في عهد ثقافة المجموعة B  
  
82   03:02 مساءً   التاريخ: 2025-01-25
المؤلف : سليم حسن
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة : ج 10 ص 32 ــ 39
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-12-03 329
التاريخ: 2024-05-23 864
التاريخ: 2024-02-11 1159
التاريخ: 2024-03-19 941

وصلت بلاد النوبة في عهد ثقافة المجموعة B إلى درجة عظيمة من الفقر؛ ولذلك كان في استطاعة المصريين أن يرسلوا بضائعهم بدون عائق إلى الجنوب. وقد كان من جراء تهدئة الأحوال في بلاد النوبة السفلى تهدئة واسعة النطاق أن أخذ المصريون يستغلون محاجر الديوريت التي تقع على مسافة تتراوح ما بين 65 إلى 85 كيلو مترا في الصحراء في الشمال الغربي من بلدة «توشكى» فكانت الأحجار تجلب إلى «توشكى» هذه، ومن ثَمَّ ترسل إلى مصر على ظهر النيل، وقد عثر في هذه المحاجر على أسماء الملوك «خوفو» و«ددفرع» و«ساحورع» و«زدكارع» و«أسسي» وهذا المكان الذي كانت تقطع منه الأحجار يسمى في النقوش المصرية «حامت» ولا يبعد كثيرًا عن طريق واحة «النخيلة» و«دنقلة». وتدل شواهد الأحوال على أن ملوك الأسرة الرابعة كانوا يقطعون تماثيلهم من حجر الديوريت من هذه الجهة. ولا نزاع في أن استغلال هذه المحاجر الواقعة في صحراء بلاد النوبة وجلبها إلى «توشكى» ثم إلى مصر يدل على أن أهالي بلاد النوبة لم يكونوا محاربين، ولا غرابة فإن أهل النوبة الفقراء لم يكن لديهم القوة ليقفوا أمام المصريين الأقوياء، ولذلك كان من صالحهم أن يعيشوا في سلام ومهادنة مع مصر وأن يعملوا على تنمية العلاقات الودية بينهم وبين المصريين.

وهذا النشاط السلمي الذي كانت تسلكه مصر في بلاد النوبة السفلى تدل عليه النقوش التي عثر عليها في «توماس» في عهد الملوك «ساحورع» و«أسسي» و«تيتي» و«بيبي الأول» يضاف إلى ذلك أنه وجد اسم الملك «خوفو» في «جزيرة سهيل». هذا وقد نقش عدد عظيم من الموظفين أسماءهم وألقابهم على صخور «توماس»، وبعض هؤلاء الموظفين كانوا يعملون في عهد الأسرة السادسة، ومن المحتمل أنهم كانوا معروفين في «إلفنتين». وتلقي ألقاب هؤلاء الموظفين ضوءًا على ما كان لهم من نشاط في بلاد النوبة، فنجد بعضهم كان يحمل لقب «المشرف على السفينة» أو «كاتب السفينة» مما يدل على قيام السياحات في النيل من مصر إلى بلاد النوبة، هذا إلى أن عددًا كبيرًا من هؤلاء الموظفين كان يحمل لقب «المشرف على التراجمة»، ولدينا اثنان من هؤلاء يحمل كل منهما لقب «المشرف على الجنود»، ومن المحتمل أن عملهما كان متصلًا بالنشاط الحربي في الصحراء.

وفي عهد الأسرة السادسة أسعفتنا النقوش الأثرية بمعلومات ثمينة تكشف لنا النقاب عن صفحة جديدة في تاريخ العلاقات التجارية بين مصر وبلاد النوبة، وذلك أنه في هذا العهد أخذ الموظفون الذين قاموا ببعوث تجارية مع الجنوب يتحدثون عن رحلاتهم في الجنوب ويوضحون علاقة بلاد النوبة بمصر. ولا بد لنا عند التحدث عن المادة التي لدينا من هذا العهد أن نكون على بصيرة من أن حدود مصر بقيت حتى العهد الروماني عند «الشلال الأول» وأن المصري لم يبحث يومًا من الأيام — على قدر ما نعلم — وراء ضم الجزء الجنوبي من هذه النقطة إلى بلاده، ويبرهن على ذلك نقشان هامَّان خلفهما لنا الملك «مرنرع» أحد ملوك الأسرة السادسة في منطقة «الشلال». والنقش الأول حفر في الصخور الواقعة على الشاطئ الشرقي قبالة «جزيرة هيس» والثاني نقش على الصخور التي في الشارع القديم لمدينة «أسوان» المؤدي إلى «الفيلة». والنقشان موحدان في كلماتهما وهي: «ملك الوجه القبلي والوجه البحري «مرنرع» محبوب «خنوم» رب «الشلال» السنة الخامسة الشهر الثاني من فصل الصيف اليوم الثامن والعشرون. لقد أتى الملك بنفسه وعاد وقد وقف على ظهر الجبل وقَبَّلَ أمراءُ «وأرثت» و«واوات» الأرضَ بين يديه ومدحوه كثيرًا».

وهذا النقش يدل صراحة على تفتيش للحدود الجنوبية التي أتى إليها من بعيد الأمراءُ الأجانب من مختلف أنحاء البلاد النوبية ليقدِّموا لجلالة الملك خضوعهم وولاءهم. ولا نزاع في أن هذا النقش خاص بالحدود، ومن المحتمل أنه كان من نوع النقش البالغ القصر الذي نقشه الملك «وناس» آخر ملوك الأسرة الخامسة في «إلفنتين» وقد جاء فيه: «حور-واز-تاوي» ملك الوجه القبلي والوجه البحري «وناس» سيد البلاد الأجنبية معطي الحياة والصحة إلى الأبد محبوب «خنوم» معطي الحياة أبديًّا».

ومما يدل كذلك على أن الحدود السياسية لمصر كانت بالقرب من «إلفنتين» أنه عندما أنشئت وظيفة «المشرف على الوجه القبلي» في النصف الثاني من الأسرة الخامسة كانت «إلفنتين» أو بعبارة أخرى المقاطعة الأولى من مقاطعات الوجه القبلي تعد الحد الجنوبي لنفوذ حامل هذه الوظيفة. ففي كل مرة ذكرت فيها على النقوش كانت تعتبر حدود الدولة منتهية عند الشلال.

وقد أخذت تظهر الأهمية البالغة لمراقبة الحدود عند «إلفنتين» في منتصف الأسرة السادسة، وذلك عندما ظهرت أمامنا وظيفة «حارس باب الجنوب» في ألقاب أمير المقاطعة فقد سمي «كار» في نقش عثر عليه في «إدفو» من عهد الملك «مرنرع الأوَّل»: «السمير الوحيد وكاتم السر الأوَّل لكل كلمة سرية تأتي من باب «إلفنتين» وكاتم السر لكل كلمة تأتي من الباب الضيق للبلاد الأجنبية، ومن البلاد الجنوبية». ومثل هذه الألقاب لم يكن يحملها أمراء الجزء الجنوبي من مصر وحدهم بل نجد كذلك أن حاكم مقاطعة (القصر والصياد) (Chenobsokion) المسمي «ثاوتي» في نقش له ببلدة «القصر والصياد» يحمل لقب «المشرف على الوجه القبلي» وينعت بلقب «الذي يملأ قلب الملك (أي ثقته) في الباب الضيق للجنوب وكاتم سر الباب الضيق للجنوب»؛ ممَّا يدل على أن هذه الوظيفة كانت عظيمة الخطر.

وكان الوزير «بيو» في «منف» في نهاية عهد الملك «بيبي الثاني» يلقب «المشرف على الباب الجنوبي والمشرف على الباب الشمالي لمصر» ومن مدلول هذه الألقاب نعلم أن الوظيفة التي نتحدث عنها الآن كان لها مكانة عظيمة في شمالي البلاد كما كان لها خطرها في الجنوب، وأن مراقبة الحدود الجنوبية كانت تلعب دورًا هامًّا في سياسة البلاد كما سيتضح ذلك جليًّا عند التحدث عن الحدود المصرية الجنوبية في عهد الدولة الوسطى.

وبهذه المناسبة عثر على قطعة بردي لها علاقة بمراقبة الحدود وجدت في نفس «إلفنتين»، غير أنها بكل أسف ممزقة ولم يمكن أن نستخلص منها نتيجة حاسمة.

والظاهر أنها خاصة بمنازعات قضائية وقد جاء فيها ما يأتي: «عندما سار النوبي نحو الشمال إلى المكان الذي كان فيه كبار الموظفين … لم تحضر إلى أي نسخة من القائمة (؟)» وعلى الرغم من عدم إمكاننا استخلاص نتيجة من هذه الورقة فإن الظواهر تدل على أن الكاتب المسئول عن مراقبة الحدود يأسف لعدم إرسال القائد المصري للنوبيين أية صورة من القائمة الخاصة بأسماء المهاجرين، على أنه من جهة أخرى يجوز أن المتن ليس له علاقة بالحدود.

وتدل الأحوال على أن محط الحدود كان الوافد على مصر يراقب عنده، وكذلك يراقب ما يدخل من سلع إلى بلاد النوبة كما كان يعد المكان الرئيسي للتجارة الذاهبة إلى الجنوب، أما الإقليم الذي خلفه فكان يعتبر مسرحًا للتجارة. ولا نزاع في أن هذا هو السبب الطبعي الذي جعل أمراء «إلفنتين» يقيمون مقابرهم في هذه البلدة. ومن المحتمل أن الأفراد الذين نقشوا كتابات على الصخور في هذه الجهة قد لعبوا دورًا رئيسيًّا في سياسة مصر الجنوبية في هذا الوقت. والسواد الأعظم من كبار رجالة القوم الذين قاموا بحملات إلى بلاد السودان كانوا من مواطني «إلفنتين» هذه. وسنورد هنا إتمامًا للفائدة ما يمكن إيراده من أسماء هؤلاء الموظفين:

(1) «نيسوخو»

(2) «حرخوف»

(3) «بيبي نخت»

(4) «سبني»

(5) «وني»

(6) «خوي»

(7) «ثيثي»

(8) «نوفر» (؟)

(9) «سابي»

(10) «أقب»

(11) «تيتي عنخ»

(12) «أري» «والد حرخوف»

(13) «حابي»

(14) «عاوو»

(15) «حمنتحب»

ولدينا غير هؤلاء أسماء عدد من قواد السفن دُوِّنَتْ أسماؤهم على الآثار، فلدينا قائد سفينة يدعى «حنتي» ذكر اسمه على لوحة جنازية، وكذلك لدينا عدد من أسماء قواد السفن نقشت أسماؤهم على الصخور النوبية نخص بالذكر منهم «أحي» و«خنوم حتب» و«حني» وبعض أسماء لم يمكن قراءتها، وسنورد فيما يلي أعمال بعض هؤلاء الموظفين:

«نيوسوخو»: عاش في عهد الملك «بيبي الأول» وقبره في «إلفنتين» ويحتمل كذلك أن النقش الذي وجد على صخر «توماس» من عمله. و«نيسوخو» هذا يحمل كذلك اسم «شماي» ويلقب السمير الوحيد وحامل خاتم الوجه البحري والكاهن المرتل والمبجل عند الإله العظيم. ونقش «توماس» يقص علينا أنه في عند «بيبي الأول» وأن هذا الفرعون أرسله ليخترق بلاد «أرثت» إلخ.

«حرخوف»: عاش في عهد كل من الملك «مرنرع» و«بيبي الثاني» وقبره في «إلفنتين» وهاك ترجمة نقوشه:

قربان يقدمه الملك لأنوبيس الذي على جبله والذي على رأس محرابه الذي في الواحة وسيد البلاد المشرقة (الجبانة)، لأجل أن يدفن «حرخوف» في الجبل الغربي (بعد) أن يصل إلى شيخوخة جميلة جدًّا بوصفه مبجلًا أمام الإله العظيم … الإله العظيم. الأمير الوراثي حاكم الجنوب وحامل خاتم ملك الوجه البحري والسمير الوحيد والكاهن المرتل والمشرف على التراجمة والمبجل عند الإله «بتاح سكر».

«حرخوف»

قربان يقدمه الملك و«أوزير» سيد «ددو» (بوصير) لأجل أن يسير (أي «حرخوف») في سلام على الطرق الجميلة للغرب، وهي التي سار عليها المبجلون، ولأجل أن يصعد نحو الإله رب السماء بوصفه مبجلًا أمام … الأمير الوراثي (والتشريفاتي) ونائب الملك في «نخن»، ورئيس الشعائر في نخب (الكاب الحالية) والسمير الوحيد والكاهن المرتل المبجل عند «أوزير».

«حرخوف»

قربان يقدمه الملك لأجل أن يحدث خروج الصوت من أجله في الْجَبَّانَةِ والكاهن المرتل يقوم بتأدية الشعائر في كل أعياد رأس السنة وعيد «تحوت» وفي كل الأيام … حامل خاتم ملك الوجه البحري والسمير الوحيد والكاهن المرتل والمشرف على التراجمة.

«حرخوف»

ترجمة حياته:

لقد أتيت اليوم من ضيعتي، ونزلت من مقاطعتي، وبنيت بيتي وأقمت له أبوابًا، وحفرت بحيرة وغرست أشجار (جميز) وقد مدحني الملك وقد عمل والدي وصية في صالحي لأني كنت ممتازًا … ومحبوبًا من والدي ممدوحًا من والدتي ومحبوبًا من كل إخوتي وأعطيت الجوعان خبزًا وكسوت العريان وعبرت النهر بمن لا يملك قاربًا (في قاربي).

وأنتم يا أيها الأحياء الذين يسيرون على الأرض وسيمرون بالقرب من هذا القبر في أثناء انحداركم في النهر أو صعودكم إذا قلتم: ألفًا من الخبز وألفًا من جرار الجعة لأجل صاحب هذا القبر فإني سأتدخل من أجلكم في عالم الآخرة؛ لأني روح ممتاز مجهز وكاهن مرتل ذو فم مثقف.

على أن كل من سيدخل هذا القبر وهو نجس فإني سأقبض عليه كالطائر الجارح وسيحاكم على ذلك أمام الإله العظيم» (يقصد هنا المحاكمة أمام الإله «رع» أو أمام الإله «أوزير» الذي أصبح منذ نهاية الدولة القديمة إله الموتى الذي سيحاكم في عالم الآخرة).

وإني رجل يقول ما هو حسن ويعيد ما يحب (لا ينم)، ولم أقل قط ما هو خبيث لرجل قوى أو لأي إنسان لأني رغبت في أن تكون الأشياء طيبة من أجلي أمام الإله العظيم.

وإني لم (أفصل بين الأخوين) بطريقة تجعل الابن يحرم ميراث والده.

قربان يقدمه الملك و«أنوبيس» الذي على جبله والمشرف على الساحة المقدسة ليخرج الصوت بالقربان له في الجبانة لأجل المبجل عند «أنوبيس» رئيس جبله والمشرف على الساحة المقدسة …

الأمير الوراثي والسمير الوحيد والكاهن المرتل (والتشريفاتي)، نائب الملك في «نخن»، ومدير الملك في «نخب» وحامل الخاتم الملكي في الوجه البحري والسمير الوحيد والمرتل والمشرف على التراجمة، ورئيس الأسرار لكل الأوامر الخاصة بالحدود الجنوبية وصاحب الحظوة عند مليكه «حرخوف»، حامل خاتم الوجه البحري والسمير الوحيد والمرتل والمشرف على التراجمة الذي يحمل الضرائب المستحقة للزينة الملكية، والمشرف على كل البلاد الأجنبية الجنوبية، والذي ينشر الفزع من حور في البلاد الأجنبية والذي يفعل كل ما يرغب فيه سيده، وحامل خاتم الوجه البحري والسمير الوحيد والمرتل والمشرف على التراجمة المبجل عند «بتاح سكر».

«حرخوف» يقول:

الحملة الأولى إلى بلاد «يام»:

إن جلالة «مرنرع» سيدي قد أرسلني في الوقت نفسه مع والدي السمير الوحيد والمرتل «أري» إلى إقليم «يام» (مكان مجهول) لنكشف عن الطريق المؤدية إلى هذا الإقليم الأجنبي، وقد قمت بذلك في مدة سبعة أشهر وقد أحضرت كل الهدايا من هناك … وقد مدحت من أجل ذلك كثيرًا جدًّا.

الحملة الثانية:

لقد أرسلني جلالته مرة ثانية وكنت وحدي. وقد خرجت على طريق «إلفنتين»80 وانحدرت نحو «أرثت» و«مخر» و«ترس» و«أرثت» في ثمانية أشهر. وقد انحدرت حاملًا محاصيل هذا البلد الأجنبي بكميات عظيمة جدًّا. ولم يحدث مرة أن شيئًا مماثلًا قد حمل من هذه البلاد من قبل. وقد انحدرت من مخيم رئيس «سثو» و«أرثت» بعد أن اقتحمت مجاهل هذه البلاد الأجنبية.

ولم يشهد من قبل أن أي سمير مشرف على التراجمة قد فعل ذلك موغلًا في إقليم «يام» من قبل.

الحملة الثالثة إلى إقليم «يام»:

لقد أرسلني جلالته مرة ثالثة إلى بلاد «يام» فخرجت من (منف) متجهًا نحو العرابة المدفونة عن طريق إقليم الواحة (؟) وقد وجدت رئيس «يام» الذي كان ذاهبًا ضد بلاد تمحو (لوبيا) لمحاربتها؟ حتى حدود غرب السماء، وقد سرت معه خلفه حتى بلاد «لوبيا» (تمحو) وقد أخضعته إلى أن عبد كل آلهة مليكي. وبعد أن أخضعت رئيس «يام» انحدرت ثانية … حتى «أرثت»؛ وعند حدود «سثو» وجدت رؤساء «أرثت» و«سثو» و«واوات» … وعدت مع ثلاث مئة حمار محملة بالبخور والأبنوس وزيت حنكو وزيت ثاث وجلود الفهد وسن الفيل (؟) وكل محاصيل جميلة.

وعندما رأى رؤساء «أرثت» و«سثو» و«واوات» مقدار عظم جنود «يام» وقوتهم وهم الذين انحدروا معي نحو البلاط، بالإضافة إلى الجنود الذين كانوا قد أرسلوا معي فإن هؤلاء الرؤساء قد جلبوا إليَّ هدايا: ثيرانًا وماشيةً صغيرةً وقادوني بطريق جبال «أرثت» وكانت يقظتي بالغة أكثر من أي سمير ومشرف على التراجمة من الذين أرسلوا إلى «يام» قبلي، وعلى ذلك فإن الخادم «حرخوف» (يقصد نفسه) انحدر في النهر نحو البلاط وقد أرسل (أي الملك) إلى الأمير الوراثي والسمتر الوحيد والمشرف على حجرة المرطبات المزدوجة لاستقبالي ومعه السفن المحملة بنبيذ البلح (العرقي) والفطير والخبز والجعة. الأمير الوراثي وحامل خاتم الوجه البحري والسمير الوحيد والكاهن المرتل وحامل الخاتم الإلهي ورئيس أسرار كل الأوامر لحدود الجنوب.

 

المبجل «حر خوف»




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).