أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-10
75
التاريخ: 24-11-2020
15956
التاريخ: 3-11-2020
3646
التاريخ: 24-6-2021
1733
|
الفصل الثاني :
الفكـر في النظام الشرقي
الفكر الشرقي له اساليبه وطرقه الخاصة به والتي تختلف عما كان يعمل به في اليونان والرومان من افكار حيث ان الفكر الشرقي هو نتاج البيئة الشرقية والتي تختلف في مضامينها عن الافكار الغربية ويعد بداية المشكلة التي واجهت الانسان في النضال من اجل الحفاظ على الذات وحاولة توفير الضروري من الحاجات لأن ولادة ونشأة الانسان الأولى في الشرق وليس في الغرب والدليل على ذلك ما ترك الانسان من آثار قديمة كانت جميعها في الشرق كالقيثارة والزقورة والمسلة والاهرامات والتي تدل على حضارة الانسان ، ان هذا الامر نتاج الحضارات الشرقية وليس الغربية وقد اكتشف علماء الآثار ان تشريعات حمورابي في العراق أعطت تفصيل دقيق للأساليب الاقتصادية ، وفي التوراة اليهودية الكثير من المحرمات للجشع والابتزاز والطمع (1) .
ألوان الفكر وممارسة الانسان للفعاليات المختلفة التي تؤمن الحاجات بشكلها المستمر يجعل من قوانين التطور تعبر عن ذاتها بأشكال مختلفة وهو ينبع من البيئة وطبيعة التعامل مع الناس في المجتمعات الشرقية فالمتطلبات الطبيعية التي يحتاجها الانسان بكثرة كالغذاء اولاً فالكساء فالمأوى ، وحتى يستطيع تأمين ذلك كان الصراع قائم بين الانسان والطبيعة وبذلك يتغلب عليها بالتدريج من خلال العمل على استغلال الموارد الطبيعية لسد الحاجات واشباعها وهذه تتطلب اتباع طرق واستخدام آليات وهي وسائل الانتاج مهما كانت بسيطة ، ان هذا الامر فرض عليه التعاون مع بني جنسه واصبح الانسان يتبع اساليب وليدة البيئة ولها ميزاتها الخاصة سياسية واجتماعية واقتصادية وتكون من انتاج البيئة وهي تختلف عن الغرب وتطلق عليها تسمية العرف (2) بالنظر الى موقعه ، ومنذ هذا الوقت البسيط في المعيشة أدرك الانسان من خلال صراعه مع الطبيعة ان هناك محددتين تجعل من السيطرة على البيئة أو الطبيعة ليس بالأمر السهل وهي الحاجات الكثيرة للانسان وندرة الموارد ومحدوديتها حسب رأي النظام الرأسمالي ، وكلما تطور الانسان كثرت الحاجات واصبحت التي كمالية بالأمس ضرورية اليوم وان الموارد المحيطة بالانسان محدودة وتزداد ندرة مع تكاثر الانسان (3) .
ان هذه الترتيبات تكون النظام الاجتماعي وهو النظام الاجتماعي الشرقي وبدأت به الافكار الاقتصادية تدب منذ ان بدأت التجارة بفائض الانتاج حيث كان اول الأمر تبادل بالهدايا وكانت الهدايا تعطى الى كبار رجال القبيلة المتمثلون في رجل الحرب ورجل الدين ورئيس القبيلة (4) .
اما النظام الغربي فيختلف في ميزاته عن الشرق فمثلاً في الشرق انتشر اسلوب تحرير العبيد بمقابل ثمن يدفع للسيد ، وهذا النوع من الممارسات غير موجود اطلاقاً في أوربا حيث يعدون العبد هو ضمن التركيبة العامة له عبد ومن غير الممكن ان يكون حراً ، والدليل على ذلك رأي أفلاطون وأرسطوا في العبيد ، والفرق الثاني هو ان العبيد لهم قدم السبق في ممارسة مختلف النشاطات الاقتصادية ما عدا الزراعة التي كان يمتهنها اليونانيون وكذلك الرومان ولهم يعود الفضل في خدمة الحضارة في الدول لذلك لا يفرطون في خدمتهم وعليه فإن العبد لا يحرر لعدم وجود البديل ، بينما العبيد في الشرق يختلفون في تركيبتهم ومركزهم القانوني حيث كانوا يمارسون مهنة الفلاحة عند المصريين في حقبة الفراعنة وكذلك في العراق في زمن السومريين وبإشراف الدولة ، لذلك كان تأثير العبيد في المجال الزراعي كبير في الشرق ، وكذلك تأثير العبيد في المجال الحرفي في بلاد اليونان والرومان كبير في الدول الغربية .
ان اكتشاف القوانين ينقل المعرفة لطور العلمية ، حيث ان العلم هو معرفة تضبطها القوانين وبغياب القوانين تفقد العلوم مقدرتها التفسيرية والتنبؤية لذلك حين وضعت القوانين بدأ يحصل تمرد العبيد على السادة مالكيهم طالبين العدالة من اصحاب الاراضي الزراعية في الشرق ، وذات التمرد للعبيد الذين يمارسون اصناف الحرف المختلفة طالبين انصافهم في الغرب دليل على شهورهم بالحيف .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ جورج سول المذاهب الاقتصادية الكبرى ، ترجمة راشد البرواري ، مكتبة النهضة العـربية ،1953 ، ص19.
2ـ راشد البرواري ، تطور الفكر الاقتصادي ، دار النهضة العربية ، ط 1 ، 1976 ،ص9 .
3ـ مدحت القريشي ، الفكر الاقتصادي ، دار وائل للطباعة والنشر ، ط 1 ،2008 ،ص32 .
4 ـ ويل ديو رانت ، قصة الحضارة ، ج3 ، ترجمة نخبة اساتذة من نخبة الدول العربية ، ساعدت جامعة الدول العربية على طبعه ، دار الجبل ، بيروت ، بلا سنة نشر ، ج3 ، ص127 .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تكرّم الفائزين في مسابقتها الخاصّة بذكرى ولادة الإمام الجواد (عليه السلام)
|
|
|