أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
2326
التاريخ: 8-10-2014
2427
التاريخ: 2024-07-02
859
التاريخ: 2023-07-24
1318
|
الناس من حيث الالتزام بالحق وعدمه اثنان : الأول يلتزم به لوجه الحق ، سواء أوافق غرضه الخاص ، أو خالفه ، بل لا غرض له يتنافى مع الحق ، وإلا لم يكن ملتزما ، ومن أجله يضحي ، ويتحمل المشاق ، تماما كالمريض ، ينشد الصحة في شرب الدواء المر ، وفي ألم المبضع ، والثاني لا يلتزم بشيء ، ولا قيمة عنده لشيء إلا إذا اتفق مع غرضه وهواه ، ولا يبالي بالنقد ، مهما كان صائبا . . ولا يخلو هذا المستهتر من أحد اثنين : اما مستهتر بالحق باطنا وظاهرا ، في قلبه ولسانه ، واما باطنا لا ظاهرا ، ويسمى الأول كافرا ، والثاني منافقا في عرف القرآن ، ويفترق الملتزم بالحق عن المستهتر بكلا قسميه ، يفترقان من وجوه :
« منها » : ان الملتزم يشعر بالمسؤولية ، على العكس من غير الملتزم الذي لا يشعر بشيء .
و « منها » : ان الملتزم لا يؤمن بشيء إلا مع الدليل المقنع ، أما غير الملتزم فلا يؤمن بشيء اسمه دليل وحجة ومنطق ، فالمبرر عنده عدم المبرر إلا ما يريد . .
وإذا تظاهر بتبرير إرادته فإنما يفعل ذلك استخفاء من الناس ، وحرصا على حرمته عندهم .
و « منها » : ان الملتزم يفسح المجال للنقد ، ويرحب به ، ويصغي للناقد بامعان ، ويعدل عن رأيه إذا استبان له الخطأ ، وهذا هو المعني بقوله تعالى :
{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر: 18]. وغير الملتزم : عنز ولو طارت (1) . . وقد صوّر اللَّه الذين يصرون على ضلالتهم بأدق تعبير وأبلغه في
العديد من الآيات الكريمة : {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ} [فصلت: 5]. . {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} [فاطر: 14] .
و « منها » : ان الملتزم معفو عن خطأه إذا أخطأ بعد البحث والفحص ، ولا عذر لغيره ولا جزاء إلا اللعنة والعذاب .
وأكثر الناس لا يؤمنون ، ولا يقتنعون إلا بمصالحهم الخاصة ، من حيث لا يشعرون ، أو يشعرون . . وكيف تقنع جاهليا بأن أكرم الناس عند اللَّه أتقاهم وهو يعتز ويتعالى بنسبه ؟ أو تقنع حاكما بالعدل في حين ان حكمه وسلطانه قائم على العسف والجور . . أو تقنع محتكرا بتحريم الاحتكار وتركه ، وهو المصدر الأول لثروته ؟ .
ان هؤلاء ، ومن إليهم من المستهترين والمتمردين على الحق هم المقصودون بقوله تعالى {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 6] .
وتسأل : ما ذا تقول بالذين لا ينطبق عليهم وصف الملتزم ، ولا غير الملتزم ، كالحمقى السذج الذين يسارعون إلى التصديق من غير حجة ولا برهان ، بل بدافع من سلامة الطوية ، وكفى ؟ .
الجواب : ان هؤلاء أشبه بالمجاذيب والمستضعفين : {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 99] .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|