الألعاب وتربية الأطفال

وقد اعتنى الوالدان بأبنائهم صحيا بالحرص على تنظيف أبدانهم ووقايتهم من الأمراض، خاصة

بممارستهم لبعض الألعاب الإيقاعية (الأكروباتية).

وقد أخذ الطفل حظا وافرا من اللعب، وكان له الأثر الواضح في تنمية مداركه واتساع أفقه. فقد عثرنا على أنواع كثيرة من الدمى واللعب التي كان يُقدمها الأبوان لأطفالهما، منها ما كان يتحرك بالخيوط كتماثيل الأقزام القصيرة التي تقوم بالرقص، أو ما يُمثّل ضفدعة صغيرة صُنِعت من العاج، أو ما يمثّل تمساحًا خشبيا صغيرا ذا فك متحرك يُحرّكه الطفل بخيط يتصل به. ومنها ما هو على هيئة الع ا رئس والدمى الصغيرة صُنِعت من الطين والفخار والخشب، وكثيرا ما كان لها أذرع وأقدام متحركة.

 Ivory three dancing ثلاثة أقزام على قاعدة يقومون بالرقص، من العاج، الأسرة 12 (الدولة الوسطى)، اللشت dwarfs on a stand, 12th Dyn. (M.K.), al-Lisht

ويشترك الطفل بعد أن يكبر قليلاً مع أقرانه في كافة أنواع اللعب الجماعي، التي تخضع لقواعد معينة، وهي ذات قيمة تربوية كبيرة تساعد على تربية الأبدان والعقول معًا.

ومن الألعاب التي ترى صورها على جدران المقابر، وما ا زل يمارسها الأطفال حتى الآن: لعبة "الطوق والعصا"، يلعبها طفلان معًا، ويستخدمان فيها طوقًا وعصاتين، يدفع أحدهما الطوق بعصاته، ويُحاول الآخر رده بكل قوته وينتصر الأقوى في النهاية.

وهناك لعبة أخرى يعتمد فيها الأطفال على أعقاب أقدامهم، ويدورون عليها في شبه حلقة، بحيث يقف اثنان في محورها، ويُمسك كل منهما بيدي زميلين له يميلان للخلف.

                                             صبية وصبيات يلعبون سويا

ومن الألعاب المحببة إلى نفوسهم هي أن يجلس طفلان على الأرض ظهرا لظهر وقد تشابكت أذرعهما، ويُحاول كل منهما أن ينهض قبل صاحبه، وهكذا تتكرر عدة مرات. وزاول الأطفال كذلك ما نُسمّيه بالألعاب السويدية بالإضافة إلى المصارعة والقفز.

واذا ما شب الطفل، وأصبح صبيا، كانت له ألعابه التي تلائم سنه مثل لعبة "السيجة"، وهي عبارة عن لوح من الخشب (الأبنوس)؛ مقسم إلى ثلاثين مربعًا (10×3)،وقطع اللعب على هيئة الحيوانات كالكلب والأسد.

ومن أشهر اللعب الشائعة اليوم والتي كان يلعبها الأولاد في ذلك الوقت هي لعبة السلم والثعبان.