أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-05-2015
2878
التاريخ: 2024-03-21
952
التاريخ: 17-10-2014
2697
التاريخ: 5-05-2015
3623
|
أبو الفتح ، عثمان بن جني (ت : 392 هـ) يعود بدلالة الألفاظ عند اختراعها وابتكارها وموضعتها إلى أصول حسية بادئ ذي بدء حين تكلم عن ذلك.
وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعات كدوي الريح ، وحنين الرعد ، وخرير الماء ، وشحيج الحمار ، ونعيق الغراب ، وصهيل الفرس ، ونزيب الظبي ، ونحو ذلك ، ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد.
«وهذا عندي وجه صالح ، ومذهب متقبل» (1).
وكما ربط ابن جني بين الحس والأصداء والأصوات والانفعالات وبين ابتكار الألفاظ في أصولها الأولى ، وترجيحه للرأي القائل بهذا على أساس تأثر الاستخراج النطقي بهذه المداليل الصوتية ، فتكونت الكلمات ، وتراصفت الألفاظ شدة وانطباقا ورخاوة ، فقد ربط بين استقرار هذه الألفاظ ، وتمام فائدة الصوت الذي قد يكون مهملا ، وقد يكون مستعملا ، وعقد لذلك مقارنة دقيقة في استكناه الفروق المميزة بين الكلام والقول وإن هذا له دلالة وذلك له دلالة ، وذلك أول مباحث علم دلالة الألفاظ في صيغتها الاصطلاحية السليمة.
يقو ابن جني في هذا الملحظ :- (ومن أدل الدليل على الفرق بين الكلام والقول : إجماع الناس على أن يقولوا : القرآن قول اللّه ، وذلك إن هذا موضع ضيق متحجر لا يمكن تحريفه ، ولا يسوغ تبديله شيء ، فعبر لذلك عنه بالكلام الذي لا يكون إلا أصواتا تامة مفيدة ، وعدل به عن القول الذي قد يكون أصواتا غير مفيدة ، وآراء معتقدة (2).
وفي الملحظ نفسه نجده يتلمس المناسبة بين كلمتي المسك والصوار (3).
ويستمر ابن جني في المنظور التطبيقي لدلالة الألفاظ فيستنبط العلاقة الدلالية لمادة (جبر) بكل تفريعاتها المتناثرة كالجبر والجبروت والمجرب ، والجراب.
فيجد في قوتها وصلابتها وقسوتها وشدتها معنى عاما مشتركا بين مفرداتها تجمعه القوة والصلابة والتماسك (4).
ولا يكتفي بذلك حتى يعقد في كتابه المذكور فصلا بعنوان (تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني) وبابا آخر لمناسبة الألفاظ للمعاني ، وقال عنه : إنه موضع شريف لطيف ، وقد نبّه عليه الخليل (5).
وإليك هذا النص الدلالي كما يقوّمه ابن جني :- «فأما مقابلة الألفاظ بما يشكل أصواتها من الأحداث فباب عظيم واسع ، ونهج متلئب عند عارفيه مأموم ، وذلك أنهم كثيرا ما يجعلون أصوات الحروف على سمت الأحداث المعبر عنها فيعدلونها بها ، ويحتذونها عليها ، وذلك أكثر مما نقدّره ، وأضعاف ما نستشعره ، ومن ذلك قولهم خضم وقضم ، فالخضم لأكل الرطب ... والقضم لأكل اليابس» (6).
________________________
(1) ابن جني ، الخصائص : 1/ 46- 47.
(2) المصدر نفسه : 1/ 18.
(3) المصدر نفسه : 507.
(4) المصدر نفسه : 525.
(5) ظ : للتفصيل في الموضوع : السيوطي ، المزهر : 47 وما بعدها.
(6) ابن جني ، الخصائص : 1/ 65.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|