الأهمية الاستراتيجية لموقع العراق بالنسبة لدول المجال الآسيوي الجديد - الموقع البحري (Maritime Location) |
2814
02:14 صباحاً
التاريخ: 17-1-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-12-2020
1689
التاريخ: 8-10-2021
3888
التاريخ: 4-1-2022
1798
التاريخ: 11-5-2022
2268
|
الموقع البحري (Maritime Location):
تؤثر البحار والمحيطات بشكل بالغ في قوة الدولة وتزيد من أهميتها وترفع من مكانتها على الخريطة السياسية ،فالدول البحرية تحظى بمكانة متميزة في هذا المجال مقارنة مع نظيرتها من الدول القارية(1)، وهذا ما أكده بعض أنصار المدارس (الجيوبولتيكية) المعاصرة إذ يجدون أن الصراع العالمي هو صراع مستقطب بين قوى البر وقوى البحر، أي أن البحار هي مجال التصادم بين القوى البرية والقوى البحرية وهذا ما تؤكده الاستراتيجيات الحديثة حول السيطرة على البحار لإحكام السيطرة والهيمنة عليها(2)، وكذلك ما يؤكده(كريك) عندما يصفها (بالعين التي تقود الدولة أو ترى من خلالها العالم ، لذا فإن السيطرة على المياه تعتبر عائداً للدولة)(3)، لأن هناك عوامل متعددة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار تحد من أهمية الموقع البحري وهي أغلبها ما ينطبق على إطلالة العراق البحرية منها(4):
1- درجة صلاحية الساحل لإنشاء الموانئ والقواعد العسكرية والتجارية.
2- الظروف المناخية السائدة في تلك المنطقة.
3- طول الساحل وصلاحيته.
4- درجة سهولة الاتصال بين الساحل والأقاليم الداخلية الأخرى.
5- غنى أو فقر هذا الظهير وطبيعة مياه البحر أو المحيط المجاور.
وعلى الرغم من ذلك يكون الموقع البحري بالنسبة للعراق هاماً للغاية، لأنه المنفذ البحري له نحو العالم والنافذة التي يستطيع الموقع العراقي التأثير بها بالنسبة لدول المجال الآسيوي الجديد، لذلك فإن العراق يعمل على زيادة الجهات البحرية له، لأنه كلما زاد ذلك زاد من قدرته على رفع النشاط الاقتصادي والسياسي وممارسة سياسة مؤثرة في المجال العالمي(5)، فموقع العراق بالنسبة للبحار والمحيطات من الناحية النظرية يتوسط بخمس مسطحات مائية وهي بحر قزوين في الشمال الشرقي والبحر الأسود في الشمال، والبحر المتوسط في الغرب، والبحر الأحمر في الجنوب الغربي، والخليج العربي في الجنوب.
إلا أن قيمتها الفعلية لا تتعدى البحر المتوسط والخليج العربي ،فبحر قزوين والبحر الأسود والبحر الأحمر لا يتركان أي أثر واضح على مناخه بسبب عامل البعد الجغرافي لهذه البحار علاوة على ذلك وجود حواجز الطبيعية التي تمنع وصول المؤثرات المناخية(6)، وعلى الرغم من ذلك يبقى لموقعه البحري تأثير على مناخه.
وعلى الرغم من إحاطته بتلك البحار فإنه لا يحده إلا الخليج العربي لمسافة تقترب من (60كم) بينما تبلغ حدوده البرية بحدود( 3424كم)(7)، وبذلك يكون العراق شبه مقفل لأن حدوده البرية تفوق حدوده البحرية، عند احتساب النسبة بين الحدود البرية والحدود البحرية ، فإن النسبة تساوي ( 57,6 %)، أي أن صفة البرية هي الغالبة، فالعراق من الدول شبه المقفلة، ولكن لا يعول على هذه النسبة كثيراً، إذ أن طبيعة الساحل هي المعيار الذي يمكن من خلاله تقيم القيمة الفعلية لهذا الساحل ، وعلى هذا فإن الجبهة البحرية لا تقاس أهميتها بطول الساحل بل بقيمتها المتعددة، إذ أن طبيعة السواحل البحرية تختلف اختلافاً كبيراً في قيمة كل منها(8)، لذلك فإن العراق إذا ما أراد الوصول إلى منطقة البحر العربي مباشرة عن طريق المياه فيجب أن يضمن تأمين خطوط مواصلاته.
وبعبارة أخرى إن أي تهديد ضمن المسار الذي تمر به خطوط المواصلات البحرية يشكل تهديداً للأمن الوطني العراقي مما يتطلب حصول العراق على تسهيلات بحرية وهذا يعتمد على العلاقات مع الدول المطلة على الخليج العربي(9)، وبذلك يصبح تأثير الموقع العراقي لا يعتمد على الحدود المباشرة لموقعه، وإنما عبر حدود دول أخرى مما يعطيه تأثيراً جيو ستراتيجيا أوسع من مجاله الإقليمي ليشمل دول المجال الآسيوي الجديد التي هي دول قارية لا تمتلك منافذ نحو العالم الخارجي، ماعدا جورجيا التي لها شريط ساحلي يبلغ(310 كم) على البحر الأسود، ألا عن طريق دول الجوار الجغرافي ولاسيما تركيا وإيران، وبذلك فإن دول المجال لا تطل على بحار أو محيطات إلا على بحر قزوين وبحر أورال وكلاهما بحار داخلية، فكازاخستان لها مسافة على بحر قزوين بحدود (1894 كم) وتركمانستان بمسافة( 1768 كم)، وأذربيجان بمسافة (800 كم).
وبذلك فإن الموقع العراقي البحري يتفوق على نظيره في دول المجال الآسيوي بأنه له إطلالة بحرية مفتوحة على الخليج العربي أعطت له ميزة الانفتاح على العالم الخارجي بحيث أصبحت له أهمية جيوبولتيكية بالنسبة لتلك الدول التي تحاول الوصول عبر العراق وجواره بالعالم الخارجي ولاسيما بعد تحجيم الموقع الإيراني، فضلاً عن أن موقع العراق بالنسبة للدول الجوار التي لها سواحل مطلة على البحار، فإيران تطل على بحر قزوين على الرغم من أنه بحر داخلي والخليج العربي وكذلك إشراف تركيا على البحر المتوسط والبحر الأسود ، أي أن مشاكل العراق مع دول الجوار وسهولة وصوله للبحر أقل خطورة من دول المجال الآسيوي التي يفصل بينها وبين البحار عدة دول، مما يعني أن العراق يمتلك ميزة جيوبولتيكية بحرية يستطيع من خلالها تحقيق ثقل جيوستراتيجي بالنسبة لدول المجال الآسيوي الجديد حتى وإن تم تعطيل منافذه عبر جواره لتلك الدول، فمن خلال تلك الإطلالة يستطيع الاتصال مع مجاله الحيوي الجديد.
___________________
(1) محمد أزهر سعيد السماك ،مصدر سابق ، ص77.
(2) فاضل عبد القادر أحمد، السواحل العربية ودورها في الأمن القومي العربي، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، العدد(27) ، 1993، ص77.
(3) Cowley,Gregg, The Equality State, Third Edition, Dubuque, lowa, U.S.A, 1996, P. 156.
(4) شيماء محمد جواد، مصدر سابق ،ص12.
(5) محمد حجازي، الجغرافية السياسية، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1997، ص94.
(6) خطاب صكار العاني، نوري خليل البرازي، جغرافية العراق، دار الكنب للطباعة والنشر، بغداد، 1979، ص40.
(7)جاسم محمد الخلف، مصدر سابق، ص8.
(8)عدنان الصافي، الجغرافية السياسية(بين الماضي والحاضر)،مركز الكتاب لأكاديمي للنشر والتوزيع،الإسكندرية،1999،ص117.
(9)Majid Khadduri, The Gulf war, new York ,Oxford university press, 1988,p.139.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|