مصادر البيانات:

لعل ما يميز الدراسات البحثية والعلمية هو استنادها إلى بيانات عن الحالة المراد دراستها، وكون جغرافيا الخدمات واحدة من فروع الجغرافيا الحديثة التي تدرس ظواهر ذات صفة متطورة وتستخدم فيها تقنيات حديثة ويتم الاعتماد عليها في بيئات بارزة ولا يمكن الاستغناء في أي مجتمع من المجتمعات عنها، فان اعتمادها على توافر البيانات الشاملة وبكل أنواعها وإشكالها صغيرة أم كبيرة من شانها أن تعطي تصور متكامل تعد معلومة مهمة ويعتمد عليها في التحليلات العلمية لإعطاء أدق النتائج والحلول لحل المشكلات، سيما وان الخدمات أصبحت تنمو وتتطور وتتعدد حسب المستوى الذي وصلت إليه المدينة الحضاري.

فصلا عن أن ما تشكله البيانات الإحصائية المختلفة من مصادرها المتعددة وخاصة في حقل الدراسة كالمفهوم والخصائص والمناهج والاتجاهات والتوزيع والأثر والعوامل المؤثرة والمميزات وتراكيبها وكفاءتها وكفتيتها في مدى تقييم الخدمات والتعرف على طبيعة عملها والمشاكل التي تواجهها على صعيد الدولة فضلا عن دورها في تقييم مدى تطور الدولة من خلال مستوى الخدمات التي تقدمها للسكان بالمقارنة مع الدول إقليميا وعالميا.

تتعدد مصادر البيانات الخاصة بدراسة الخدمات من الناحية الجغرافية البحتة بشكل واسع الأفق ويزداد ذلك التعدد والتنوع بزيادة تنوع الخدمات وتعددها، إذ من غير الممكن الاعتماد على مصدر واحد من البيانات فقد يعطي واقع الحال تصور يختلف عنه في السجلات الرسمية والعكس صحيح، كما أن هناك خدمات لم تتعرض لها الحكومات في قياس طبيعتها كونها ذات صفة غي حكومية فتكون الدراسة الميدانية أدق وقد تكون الوسائل الحديثة أفضل المصادر وأدقها لإمكانياتها الوصول إلى مواضع يصعب التعرض لها كالاستشعار عن بعد والصور الجوية والفضائية.