أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-19
954
التاريخ: 2023-08-07
996
التاريخ: 3-12-2015
2288
التاريخ: 2023-08-07
1377
|
الحياة بالقرآن ومركز الحياة هو القلب ، فإذا مرض القلب اختلت الحياة {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة : 10] فمتى ما زال هذا المرض ، يحيا الإنسان ، فحياة الإنسان تتمحور بكل أبعادها حول كتاب اللّه المجيد، عند ما يكون قلبه في مأمن من ضغوط الأهواء والشهوات النفسية، التي طالما كانت السبب في انحراف البشرية عن الطريق السليم.
فبرمجة القلب بالقرآن هي الدعامة الرئيسية في حفظه وجعله صلبا ، كما في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «المؤمن أشد من زبر الحديد ، إن زبر الحديد إذا دخل النار تغير، وأن المؤمن لو قتل ثم نشر ثم قتل لم يتغير قلبه» (1)
فقلب المؤمن خالي من الأمراض والأوبئة النفسية، لهذا نراه كما في الحديث الشريف يصفه قائلا «المؤمن بشره في وجهه» (2)
أي دائما مستبشر بنور الإيمان ، والحب للّه وفي اللّه يكون حبه للناس جميعا ، بعيدا عن كل الأحقاد والضغائن المفسدة للقلب ، ولم يكن له ذلك لو لا التأييد الإلهي له كما في قوله تعالى : {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال : 24] وذلك لكي يثبته على الإيمان ، بعد ما رأى منه ذلك الإصرار العنيد في السير قدما لتحقيق الإيمان القلبي.
فإذا أراد الإنسان أن يحيا قلبه، وأن يكون مركزا لحياته، التي هي هدف القرآن، فعليه أن يقوم بإعطائه دوره الحقيقي في تحويل تلك الرؤى والبصائر والأفكار التي نتعلمها من واقع النظرية المجردة والقانون المجرد إلى تفاعل نفسي يتحول إلى عمل يتحرك مع الإنسان في حياته اليومية.
إذا علينا بالقرآن ثم القرآن لكي نحيا به، ولن نصل إلى ذلك إلا بعد دراسة ما فيه من قوانين دراسة معمقة ، حتى نستطيع أن نميز بينها وبين قوانين البشر، لا أن ندرسها كتراث خلّفه لنا التاريخ لترضية الترف الفكري.
وأن نلاحظ روح القانون ، فالباعث على الإلزام ليس هو القوة أو الإجبار القهري ، وإنما روح القانون ، وفهم العقل ، وإدراك الإنسان بوعي تام وضمير حي، كل ذلك هو الذي يجعل الإنسان يلتزم بالقانون دون جبر أو إكراه {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة : 256] بعد أن تبين للإنسان {الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة : 256] ومن الأدوار التي يجب أن يتقمصها القرآن ، أن يجعله المسلم إماما وقائدا وحاكما له على كل تصرفاته الفردية والاجتماعية والشخصية والعائلية.
فيكون حينها قدوة، ومثلا يحتذى به، وحينما يكون القرآن كذلك ، يكون سكنا نأوي إليه ، لكي لا يتحول إلى مجرد اثر جاء به محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ووضع في بيوتنا ، فلا نعرفه إلا إذا ألّمت بنا مصيبة ، اتجهنا لنفض الغبار الذي علق به ، وأن يتخذ الإنسان القرآن سكنا، يتحصن به من البرد والحر ومن الأخطار المحدقة به، فإذا جعلنا القرآن سكنا فانه يحمينا من كل الأخطار المخبّئة لنا ، دون أن يكون موضعا لحالات الطوارئ فقط .
______________________
(1) بحار الأنوار (ج 76) ص 304 .
(2) بحار الأنوار (ج 79) ص 411 .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|