أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2021
2334
التاريخ: 17-3-2021
2783
التاريخ: 27-4-2021
2945
التاريخ: 6-7-2020
1851
|
قال (عليه السلام) : مسكين ابن ادم : مكتوم الاجل ، مكنون العلل ، محفوظ العمل ، تؤلمه البقة ، تقتله الشرقة ، وتنتنه العرقة.
تأسف على حال الإنسان من مشفق عليه يدعوه لخيره ولما فيه إسعاده ورفعته ليكون قدوة في مجمع انحسرت فيه المثل والمبادئ وحلت محلها الماديات بمختلف صورها المقيتة والمقبولة فبدا الانحلال عليه واضحا وصار الناس وكأنهم مجموعة من الكائنات الحية التي لا تربطهم ولا يوحدهم دين واعتقاد.
وقد دعا (عليه السلام) الإنسان إلى ان يكتشف قدره ومحله من بين الموجودات بنفسه بعدما يستعرض :
أولا : انه لا يعلم وقت موته ولا مدة عمره فهو معرض في أي لحظة إلى الانتقال إلى عالم آخر ، ومع ذلك يدعي لنفسه ما يدعي.
ثانيا : أنه يحتوي على مجموعة من العيوب الخلقية والخلقية ، فقد يكون فيه نقص ولادي أو عوق طارئ بما لا يجعله سويا وقد يكون ممن يعاني من عقد نفسية تقصر به دون بلوغ المرتبة المتكاملة للإنسان الاعتيادي ، او يشعر بحقد او حسد او ضغينة أو توجه نحو بعض الخطوط الملتوية او انحراف إلى جهة مغايرة وما إلى ذلك من العيوب الخلقية التي تحو دون التفاخر والتشامخ – الفارغ – مضافا إلى انه في معرض الابتلاء بالمزيد من الآلام والاعراض التي تغير من طبيعة حياته ومجراها فيكون اسير الفراش لا يستطيع دفع الذباب عن نفسه.
ثالثا : انه مرصود من جهات تحصي عليه أعماله ولا يعرف النتيجة هل لصالحه أم لا ، خصوصا وان حالة المراقبة والمتابعة تتعب الانسان نفسيا بما يجعله خائفا وجلا تنغص عليه عيشه فهل يترك هذا مجالا للمغرور وقول انا وأنا .... ؟!.
رابعا : انه من الرقة بحيث تؤثر فيه البقة مع انها حشرة صغيرة ما عساها تقوى على شيء سوى مد خرطومها الدقيق لتمتص ما يمكنها من الدم ومع ذلك يهيج ويتأثر ويتألم ويتوجه ويشكو – احيانا – من ذلك الكائن الصغير الحجم الذي لا يهتم أحد لوجوده ، فإذا كان هكذا حاله فهل يعني – الانسان – شيئا كثيرا.
خامسا : انه يعيش بنظام دقيق بحيث يتنفس وفق عمليات معينة فإذا اختلت وانسد مجرى الهواء بدخول حبة طعام فيه او قطرة سائل فيغص وقد تكون نهايته بذلك لانقطاع سلسلة النظام الطبيعي لحياته فكيف يشمخ بأنفه على غيره ، أما يخشى ان تفاجئه غصة من تلك الغصص وكم من الناس ومن مات بسبب الغصة والشرقة.
سادسا : أنه لو لم يزل الاوساخ عن جسده مدة معينة لفاحت وانتشرت منه رائحة منتنة تنفر منه الناس ولو كانوا ذوي قربى ، لشكوا ذلك إليه بما يخجله ويوقعه في المأزق .
فإذا كان هذا حاله في الدنيا والمعطرات والمساحيق المنظفة بجنبه فكيف به فيما وراء الحياة وفي عالم القبر ، فهل يمكنه بعد هذا التفاخر بكيت وكيت بما يوجع قلوب الاخرين ويؤذيهم بالقيل والقال مع انه يحتوي على كل هذه.
واعتقد ان التأمل في هذه الدعوة منه (عليه اسلام) كاف للتخفف من غلواء النفس وحدتها بما يجعلها متعالية متغطرسة بل يهدئ من طبع الإنسان ، فهو والحالة هذه اهون من ان تسلط عليه أقوى المعدات للإبادة بل يفقد راحته بالبقة ، ويفقد حياته بالشرقة ، ويفقد احترامه بين الناس بالعرق ونتانة ما يشمون منه ، وهو قبل هذا ومعه وبعده لا يهتدي إلى سبيل إلا بتوفيق الله تعالى وتسديده وعونه ، فأحسب ان التدبر ومحاولة العيش في هذه الاجوار كفيل بأن يعيد الواحد منا حسابه ليتعامل مع ربه ونفسه وغيره ممن حواليه بأسلوب أكثر مسئولية وأرق تعاملا لئلا تبدو المعايب ، فيهرج بها الاعداء ويتألم لها الاصدقاء.
وهذه الحكمة تصلح تعريفا جامعا لأفراد الإنسان بما يكشف النقاب عن الخصائص والمميزات.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|