أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2021
2182
التاريخ: 2023-05-03
1464
التاريخ: 10-5-2021
2189
التاريخ: 2023-06-22
1475
|
بشائر اليهود والنصارى به صلّى الله عليه وآله :
وأيضا ، فان بشائر أهل الكتاب بقرب ظهور نبي في المنطقة العربية ، قد سهل هو الآخر قبول دعوته ، وانتشار رسالته.
فقد جاء في التوراة المتداولة : «وهذه هي البركة ، التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته ، فقال : جاء الرب من سيناء ، وأشرق لهم من ساعير ، وتلألأ من جبل فاران» (١).
فالمجيء من سيناء كناية عن تكليم الله لموسى «عليه السلام» في سيناء ، وساعير هي جبال فلسطين ، وهو إشارة لعيسى «عليه السلام».
وفاران اسم قديم لأرض مكة (٢) ، التي لم يظهر فيها إلا نبينا الأعظم محمد «صلى الله عليه وآله» ، الذي أنزل عليه القرآن.
والنبي محمد «صلى الله عليه وآله» هو من نسل إبراهيم «عليه السلام» ، الذي جعلها أرض غربته ، تقول التوراة : «وأعطى لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك ، كل أرض كنعان ، ملكا أبديا» (٣).
فالمقصود بأرض غربة إبراهيم خصوص مكة ، لأنها هي التي أسكن أهله فيها.
وأرض كنعان وإن كانت هي بلاد الشام ولكن المقصود فيها هنا عموم بلاد العرب ، بضرب من التجوز ، لأن إبراهيم لم يهاجر إلى الشام ، ولا أسكن أهله فيها (4).
وجاء في الإنجيل قوله : «وهذه شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ؛ ليسألوه : من أنت؟
فاعترف ، ولم ينكر ، وأقر : إني لست أنا المسيح.
فسألوه : إذن ماذا؟ إيليا؟
فقال : لست أنا ، النبي أنت؟
فأجاب : لا» (5).
فالمراد بإيليا ليس إلياسا ـ كما ربما يدعى ـ وذلك لأنه قد كان قبل عيسى بقرون ، فلا بد أن يكون المقصود به رجلا يأتي بعد عيسى. وكذلك الحال بالنسبة إلى النبي الذي سألوه عنه.
ومن المعلوم أنه لم يأت بعد عيسى غير نبينا محمد «صلى الله عليه وآله» ، وأوصيائه «عليهم السلام» فلعل المقصود بالنبي هو محمد «صلى الله عليه وآله» وبإيليا وصيه علي «عليه السلام».
هذا ، وبشارات العهدين به «صلى الله عليه وآله» كثيرة جدا ، فمن أرادها فليراجع الكتب المعدة لذلك (6) مع الأخذ بعين الاعتبار :
أن التوراة والإنجيل الموجودين فعلا قد نالتهما يد التحريف والتزوير ، كما يظهر لمن راجع كتاب : الهدى إلى دين المصطفى ، والرحلة المدرسية ، للمرحوم البلاغي وإظهار الحق لرحمة الله الهندي ، وغير ذلك.
ويكفي أن نذكر هنا : أن القرآن قد قرر : أن أهل الكتاب (يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)(7).
وقال تعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ)(8).
ولو أن أهل الكتاب كان يمكنهم إثبات خلاف هذا النص القرآني ، لبادروا إليه ، ولما عرّضوا أنفسهم للحروب والبلايا في سعيهم الدائب لإطفاء نور الله ، هم ومشركو مكة ، الذين كانوا يتعاونون معهم تعاونا وثيقا.
بل إن أهل الكتاب أنفسهم كانوا يتوعدون العرب ، ويقولون لهم : «ليخرجنّ نبي ، فيكسرنّ أصنامكم ، فلما خرج رسول الله كفروا به» (9).
ويقول مغلطاي : «إنه لما شاع قبل ولادته : أن نبيا اسمه محمد ، هذا إبان ظهوره ، سمى جماعة أبناءهم محمدا ، رجاء أن يكون هو ، منهم محمد بن سفيان بن مجاشع الخ .. ثم عد جماعة من المسمين بهذا الاسم» (10).
ولما دعا رسول الإسلام بعض المدنيين ـ قبل الهجرة ـ إلى الإسلام ، قال بعضهم لبعض :
يا قوم ، إن هذا الذي كانت اليهود يدعوننا به ، أن يخرج في آخر الزمان ، وكانت اليهود إذا كان بينهم شيء ، قالوا : «إننا ننتظر نبيا يبعث الآن يقتلكم قتل عاد وثمود ، فنتبعه ، ونظهر عليكم معه إلخ ..» (11).
__________________
(١) سفر التثنية ، الإصحاح ٣٣ الفقرة ١.
(٢) معجم البلدان للحموي ج ٤ ص ٢٢٥.
(٣) سفر التكوين الإصحاح ١٧ الفقرة ٨.
(4) كما يفهم من مراجعة تاريخ حياته في كتب التاريخ ؛ فراجع على سبيل المثال كتاب : قصص الأنبياء لطبارة.
(5) إنجيل يوحنا الإصحاح الأول ، الفقرة ١٩ ـ ٢١.
(6) راجع كتاب : أنيس الأعلام (فارسي) ، والرحلة المدرسية والهدى إلى دين المصطفى ، ورسول الإسلام في الكتب السماوية ، وغير ذلك.
(7) الآية ١٤٦ من سورة البقرة.
(8) الآية ١٥٧ من سورة الأعراف.
(9) البحار ج ١٥ ص ٢٣١.
(10) راجع : سيرة مغلطاي ص ٧.
(11) الثقات ، لابن حبان ج ١ ص ٩٠.
|
|
هل تعرف كيف يؤثر الطقس على ضغط إطارات سيارتك؟ إليك الإجابة
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|