الأنماط الزراعية

  قبل التطرق الى الأنماط الزراعية لابد من التعرف الى معنى النمط في الجغرافية ، والذي يقصد به مساحة من الارض تتشابه في خصائصها الجغرافية الطبيعية أو البشرية والتي تشمل كل الفعاليات التي يقوم بها السكان داخل هذه المساحة الجغرافية المحددة  والتي تختلف عن المناطق المجاورة لها، وقد يشمل النمط مساحات واسعة تتعدى حدود الدول السياسية ، فبعض الفصائل النباتية تشمل قارات بأكملها مثلا فصيلة  Tropaeolaceae  التي تنتشر في قارات العالم الجديد ابتداءا من جنوب المكسيك وحتى الأقسام الجنوبية من شيلي والأرجنتين القريبة من مضيق ماجلان ويطلق عليها بالرقعة المتصلة Continuous)  ( Area وتكون بعض الفصائل محدودة الانتشار في مناطق معينة وتفصل بين انواعها مسافات من الارض غير قابلة لانتشارها مثل فصيلة( Gentiana) التي تنتشر في جبال الألب الأوربية وجبال القوقاز الآسيوية  في حين تنعدم في السهول الفاصلة بينهما ويطلق على هذا النمط بالنمط المتقطع الانتشار( Discontinuous Area) .

  وعلى هذا الأساس فالنمط الزراعي هو(  كل الفعاليات التي يقوم بها الأنسان للإنتاج النباتي أو الحيواني تحت ظروف البيئة الطبيعية أو البشرية داخل مساحة محددة ) .

وعرف النمط الزراعي ايضآ بانه(  مجموعة من المزارع المتشابهة من حيث ظروفها الطبيعية و

الاقتصادية و كثافة وحجم وطرق الإنتاج الزراعي ), اما رينيه دومونت فقد عرفه بانه ( عملية انتاج نباتي وحيواني في ظروف بيئية طبيعية وبشرية معينه ) .

  اما لجنة الأنماط الزراعية فقد عرفت النمط الزراعي من خلال المؤتمر الجغرافي الدولي الذي عقد في لندن عام 1964 بانه (  شكل خاص من اشكال استغلال الأنسان للارض أو الطبيعة من خلال بذل الجهود في تنظيم المكان الذي يعمل فيه أو يقوم في تغييره ) . وهذا التعريف يتفق مع ما جاءت به منظمة الغذاء والزراعة الدولية ( FAO ) في تعريفها للزراعة ، بالإضافة الى انه يوفق بين التعريفين السابقين  

  فمن خلال هذه التعاريف السابقة للنمط الزراعي نلاحظ التباين الواضح في الهدف العام لمعنى النمط من وجهة نظر كل جهة من الجهات ذات العلاقة بالزراعة ولكنها تصب في بودقة واحدة وتقول ان النمط الزراعي يتكون من مساحات زراعية متشابهة في ظواهر الزراعة وذات درجة من العلاقات المرتبطة بعضها بالبعض الاخر  من جهة، ومن جهة اخرى متباينة من حيث درجة استقرار الأنسان في الأرض المتوفرة له للإنتاج والتي ترتبط  بالسياسة الزراعية للدولة والتي من خلالها يتم تحديد المساحات التي توزع على المزارعين, ويمكن تحديد انماط الزراعة في العالم من خلال التعرف على الخصائص التنظيمية والاجتماعية لمجموعة الزراع ومقدار ملكياتهم الزراعية والتي تم التطرق اليها في دراسة العوامل الاجتماعية المؤثرة في الزراعة.