النفط المستخرج من رمال القار وحجر السجيل

تحتوي رمال القار وأحجار السجيل على كميات من النفط لكها تحتاج الى عمليات صناعية لاستخراجها يعني أن النفط لا يوجد في هذه المصادر بشكل مخزون جاهز. وللآن لم يجر القيام بسح شامل يمكن من اعطاء صورة عن المخزون العالمي أو لاحتياطي المؤكد، كما أن تكنولوجيا استغلال هذه المصادر مازالت في مرحلة تجريبية حيث لا يوجد لآ القليل من مصانع استخراج النفط منها.

وتتفاوت التقديرات العالية حول احتياطي هنه المصادر كالعادة لأن ذلك يعتمد على عوامل الكلفة الاقتصادية والمستوى التكنولوجي المطلوب. ففي عام ١٩٧٤ كان احتياطي النفط في رمال القار يتراوح ما بين ٢٦- ٦٠٠ مليار (ألف مليون) برميل، أما احتياطي النفط في حجر السجيل فيتراوح ما بين 50-600 مليار برميل، وتشير الدراسات الأولية الى أن معظم الاحتياطي من هذه المصادر موجود في الأمريكيتين.

طن، وبذلك فان هذا الاحتياطي الفرضي لن يكفي العالم لأكثرمن عشر سنوات.

على هذا يبدو أن طريق مصادر الطاقة الأحفورية والطاقة النووية الانشطارية مسدود وأن نهاية الطريق تبدو واضحة للعيان وقد يصلها بعضنا في حياته، من هنا تبرز الحاجة الفعلية والملحة لتطوير المصادر البديلة الدائمة.

ان الحل البديل هو الشمس سواء كانت ذلك الثجم الموجود على بعد ٩٣ مليون ميل عن كوكبنا أو الشمس الصغيرة التي سيصنعها الانسان على لأرض، تلك التي وصفناها بأنا «الجهنم» المطلوبة لاستمرار «النعيم» الأرضي، ولتوضيح المسألة نقول: إن الحل المطروح أمام البشر هو إما استغلال طاقة الشمس كما تتجسد بالشعاع الواصل الى الأرض وبحركة الرياح وتكون أمواج البحر ومخزون الحرارة في البحار والمحيطات والتمثيل الضوئي، أو أن يلجا الانان الى تطوير طاقة الاندماج النووي التي تعني محاكاة التفاعلات التي تحصل داخل الشمس على كوكبنا الأرض. واذا ما نجح الانسان في أي من الطريقين فانه سيضمن مصدراً أبدياً من الطاقة. ولكن اذا كان بالإمكان الحديث بنوع من التفاؤل عن استمرارية الحياة على سطح الأرض اذا ما استغل الانسان مصدر الشمس الطبيعية فان مثل ذلك التفاؤل يخبو حين نتحدث عن صنع «الشمس» الأرضية. لكن ما هي طاقة الاندماج النووي؟

طاقة الاندماج النووي هي الطاقة الناتجة عن اندماج نواتي عنصر أو عنصرين لتكوين عنصر جديد، والتفسير الأكثر قبولا لدى العلماء عن مصدر الطاقة الشمسية هو أن انوية الهيدروجين تندمج لتشكل الهيليوم وينتج نتيجة التفاعل طاقة هائلة، والاندماج النووي هر في الواقع ما يحصل في القنبلة الهيدروجينية، لذلك فان بناء المفاعلات النووية الاندماجية هو بناء قنابل هيدروجينية يتم التحكم في تفاعلها كي لا تفلت زمام لأمور وتحصل كارثة، وحتى الآن مازالت التجارب على التفاعل الاندماجي تحصل في المختبرات ولا يتوفر تصور نهائي لتفاصيل المفاعلات النووية الاندماجية التي قد تبنى اذا نجحت التجارب المختبرية، وبالإضافة الى ذلك فلا يستطيع أحد اعطاء اجابة شافية عن: متى سيجري بناء المفاعلات الاندماجية ؟ وانما يكتفى بالقول إنها قد تستعمل مع نهاية القرن الحالي.

فاذا نجحت تجارب الاندماج النووي وتم بناء المفاعلات الاندماجية فان الانسان سيحظى بمصدر للطاقة سيدوم نظريا  مئات ملايين السنين

ذلك أن العناصر المطلوبة للتفاعل الاندماجي إما أنها موجودة في الطبيعة كالديتبرتيوم أو يكن تكوينها كالتريتيوم، وقد كانت حتى الآن معظم التجارب على طاقة الاندماج النووي تجري في الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية ذلك أن النفقات المطلوبة على البحث والتطوير والمستوى التكنولوجي المطلوب لذلك يفوق قدرة الكثير من الدول الصناعية.

إن التكنولوجيا المطلوبة لطاقة الاندماج النووي ليست في متناول معظم دول العالم والأغلب أنها لن تكون في المستقبل المنظور ويقودنا هذا الى القول بان الحديث عن الطاقة على مستوى عالمي يترك المجال للعديد من الأسئلة المهمة ذلك أن عالمنا ليس متجانساً ولا تحكه نفس المصالح والاعتبارات، وعليه فان الاعتماد على الآخرين لتقديم الحل السحري لا يجدي نفعاً بل إن الواجب يقتضي أن تسعى كل أمة الى البحث عن مصادرها الخاصة من الطاقة ضمن امكاناتها التكنولوجية المتاحة والمستقبلة وضمن ما يتوفر لديها من مصادر دائمة، وفي هذا المجال تبرز المصادر الطبيعية المرتبطة بالشمس باعتبارها الحل الاكثر احتمالا والأسهل تكنولوجياً والمتوفر لدى الجميع بشكل أو بآخر.