أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-7-2016
2553
التاريخ: 29-7-2016
3753
التاريخ: 1-2-2022
1860
التاريخ: 29-7-2016
2354
|
قال علي (عليه السلام) : الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله عز وجل : { لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23].
فمن لم يأس على الماضي ، ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه.
قد يدعي البعض انه زاهد في الدنيا ، من خلال مظاهر معينة يهتم بالتمظهر بها ، لكنه إذا فاته شيء حزن عليه ، أو إذا توقع شيئا اهتم كثيرا به ، حتى يتحول إلى جزء من واقعه ، مع انه لم يأت بعد ، وهذه مفارقة ، بينما يدعي الزهد ، فإذا به متهالك على الدنيا الزائلة.
فالدعوة إلى ان يترجم الإنسان دعواه إلى واقع خارجي ، بحيث يكون مسلما لله تعالى ، راضيا بالكائن الحاضر فلا يتعب الإنسان نفسه في متابعة ما فاته أو ما سيأتيه ، لما في ذلك من اهتمام بما لم يكن من يومياته ، بل ما فاته فقد مضى ، وما هو آت فهو من المستقبل المجهول ، ولا يصح ان يفكر في ما هو محتمل الحصول ، بحيث تساوى فيه فرصتا حصوله وعدمه.
نعم من حقه الطبيعي السعي في تحسين وضعه والاهتمام بذلك ، لكن بشرط الموازنة بني انه لا يستطيع استيعاب ما في الدنيا ، فيفوته الاكثر منها ، وبين انه مسئول عن تنظيم حياته وترتيب شئونه بقدر ما هو في الدنيا ، وهذا ما يجهله ، بل الحاضر معلوم وما عداه فهو بين الفائت المعلوم والمتوقع المجهول ، الامر الذي يرشدنا إلى اهمية التفكير بدقة في هذه الموضوعات الرئيسية ، وعدم الاتكاء بالشعارات ونحوها.
وان العمل على تطبيق هذه الحكمة لمما يعطينا ان الزهد تطبيق اكثر منه دعوى وامنية ، فهو مجال عملي يلزم الزاهد التعاطي بصدق مع نفسه، وان لا يغش نفسه وغيره بأحلام وآمال ، وانما يوثق ذلك بما يعزز الثقة به ، حيث انه لو لم يدعم القول بالفعل ، لساء الناس الظن به واتهموه بالتزييف والتزوير، وهو ما ينعكس سلبيا عليه اجتماعيا ، كما يعد مرائيا ممن يحب ان يمدح على ما لم يفعل ، وهو ما يؤدي إلى ان يتعامل معه الناس بطريقة اخرى ، تقلل من فرص تقدمه واحترمه ، وهو انتحار ، لا يقدم عليه العاقل.
وهذا المجال من المجالات التطبيقية العديدة التي دعا فيها الاسلام إلى توثيق القضايا وتعزيزها بالشواهد ، ولذا أكد على ان (أفضل الزهد إخفاء الزهد)(1) وان (الزهد أقل ما يوجد واجل ما يعهد ، ويمدحه الكل ، ويتركه الجل)(2) وان (الزهد تقصير الآمال وإخلاص الاعمال )(3) ، ليكون الزهد هو الزهد في الحرام ، فكان من الامور التطبيقية لا النظرية الصرفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة 605 برقم 24.
(2) غرر الحكم : 2021.
(3) عيون الحكم والمواعظ 21.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|