الصحافي الجيد هو من يتمكن من نقل الجو العام إلى المشاهدين إلى الدرجة التي قد تجعلهم يتذوقون الطعم نفسه ويستنشقون الرائحة نفسها ، بل ويشعرون بالرهبة نفسها ، مثال: جون سيمسون يصف الحال في بلغراد منذ انتهاء اليوم وحتى قدوم الليل ، حيث انتظار المزيد من القصف : "صفارات الإنذار تعلن انتهاء الغارات .. على الأقل الآن ... إنها الخامسة مساء عندما ترتدي بلغراد ثوباً جديداً ...

انتهى يوم في حياة سكان المدينة ، وها هم يعودون إلى منازلهم وقد انتهى كذلك الشعور الخادع بأن الحياة تسير على ما يرام ... يتوقف سير الحافلات عند الثامنة ... هذه هي آخر حافلة ... مع حلول الظلام تتحول بلغراد إلى مكان آخر اكثر رعباً ووحشة ... يتزايد الشعور بالخوف من المجهول ، فلا احد يعلم مصيره خلال الليل ... ولا احد يشعر بالأمان ، فالمدنيون ليسوا بمعزل عن الصراع".