مفهوم التحضر:

هناك عدة مفاهيم وتعاريف لمفهوم التحضر وجميعها مرتبطة بتعدد الاختصاصات ورؤيتها للتحضر . ومن المفاهيم ما يؤكد التغير في المهنة من الزراعة الى الصناعة او التجارة ، واعتبار هذا المعيار هو الحد الفاصل بين الريف والمدن , ومن انصار هذا المفهوم، تومسون، وراين سييون وكلايد ميشيل  Glyde Mitchell)، وقد ذهب اخرون الى معيار الهجرة التي تؤدي الى عملية الانتقال من الحياة الريفية الى الحياة المدنية بسبب غزو الانماط الحضرية للريف بواسطة وسائل الاعلام المختلفة قد سلك هذا السلوك الاجتماعيون  منهم بريزBreeze) ) ، بينما تطرق اخرون الى معيار السكان المتجمعين على شكل مجمعات بشرية تقع ضمن تصنيفات المدن ونسب نموهم وزيادتهم وتركيزهم، قد تطرق لهذه المفاهيم اثنان هما اسحق القطب  والسعدي ، وبعض الباحثين اكدوا على ان عملية التحضر هي انتقال اجتماعي من حالة الريف الى حالة التحضر، وهي ظاهرة اجتماعية تتصل بالتغيير الاجتماعي ، في حين ذهب اخرون الى ان عملية التغيير الاجتماعي تتم بواسطة انتقال اهل الريف الى المدن واكتسابهم تدريجيا انماط التحضر  اما اندرسن ( Anderson) فيؤكد انه من الممكن ان يكون الافراد حضريين من غير ان ينتقلوا الى المدن او يتحولوا من الاعمال الزراعية ، وهذا يعود الى الاتصال بين الارياف والمدن  .

وان اغلب هؤلاء الباحثين يتكلمون عن مجتمعات بشرية متقدمة تكون الفجوة بين الريف والمدينة فيها قليلة بسبب تعدد الطرق البرية ومنها سكك الحديد وتوفر وسائل النقل بأنواعها حيث ساعدت هذه الوسائل على تقريب الطرق البعيدة وطويها لتقليل المسافة بين الارياف والمدن . الا ان الفارق نجده في بلدان العالم الثالث ومنها العراق بسبب قلة وضعف شبكة الطرق بأنواعها من جانب اخر نجد ظاهرة تريف المدن في العراق بسبب انتقال اعداد كبيرة من سكان الريف اليها كما هو الحال في بغداد والبصرة مما اثرت هذه الهجرة في عادات وتقاليد اهل المدن وطغيان العادات الريفية عليها, والتحضر في هذا البحث يعني تشخيص ظاهرة التحضر في هذه المحافظة وايجاد مبرراتها وتفسيراتها . وتأثيرها الاقليمي على الارياف والضواحي المرتبطة بها وتحديد سعة الفجوة بينهما، محاولات ايجاد خطط جديدة تساهم في تطور المستقرات الحضرية والاقاليم المرتبطة بها من اجل تقليل الفوارق بين الارياف والمدان ويأتي في مقدمة هذه الخطط هو مستوى الخدمات والمقدمة من قبل المستقرات الحضرية الى اريافها.