تفسير قوله تعالى : {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ ..} |
1554
12:28 صباحاً
التاريخ: 12-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-20
977
التاريخ: 14-06-2015
1478
التاريخ: 10-07-2015
2166
التاريخ: 14-06-2015
2362
|
قال تعالى : {إِنَّ
الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ
اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ
خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة
: 158] .
{إِنَّ
الصَّفا والْمَرْوَةَ} موضعان معروفان بمكة يسعى
بينهما في الحج والعمرة {مِنْ
شَعائِرِ اللَّهِ} من
معالم اعمال الطاعة التي جعلها اللّه في الحج والعمرة وان عرض ان المشركين جعلوا
عليهما الأصنام كما جعلوها على البيت الحرام الى ان ألقاها عنه رسول اللّه في فتح
مكة إذ أصعد امير المؤمنين على كتفيه ورمى بها الى الأرض {فَمَنْ
حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما} الحج
والعمرة معروفان والتطوف الطواف. وسمي السعي تطوفا باعتبار تكرره فيكون كالطواف
الذي يرجع الى مبتداه وطاف به أعم من الطواف حوله وجعله في وسط المطاف كالطواف
بالبيت ومن المرور به في الطواف كما تسمى الكثيرة الخروج من دارها طوّافة بالبيوت.
وقد اتفقت الرواية من المسلمين على ان قريشا جعلوا من أصنامهم على الصفا والمروة
فتوقف المسلمون من الطواف بهما لمكان الأصنام فرفع توهم التحريم بقوله {لا جُناحَ} لأنها
من شعائر اللّه وذلك لا ينافي الوجوب كما ثبت من السنة وعليه اجماع الإمامية واكثر
الجمهور.
ففي تفسير البرهان عنه أي عن محمد
بن يعقوب في الكافي في الحسن كالصحيح عن أبي عبد اللّه «عليه السلام» في حديث حج
النبي «صلى الله عليه واله وسلم» وان المسلمين كانوا يظنون ان
السعي بين الصفا والمروة شيء صنعه المشركون فأنزل اللّه تعالى {إِنَّ
الصَّفا والْمَرْوَةَ} الآية.
قلت ولم أجد هذا الكلام في مظانه في
الكافي.
وعن العياشي قال
ابو عبد اللّه في خبر حماد بن عثمان انه
كان على الصفا والمروة أصنام فلما ان حج الناس لم يدروا كيف يصنعون فأنزل اللّه
هذه الآية فلما حج النبي رمى بها.
وفي الكافي في باب السعي في المرسل
المعتبر عن أبي عبد اللّه «عليه السلام» ان
رسول اللّه «صلى الله عليه واله وسلم» شرط على قريش في عمرة القضاء ان يرفعوا
الأصنام من الصفا والمروة فجاؤا اليه وقالوا يا رسول اللّه ان فلانا لم يسع بين
الصفا والمروة وقد أعيدت الأصنام فأنزل اللّه عزّ وجلّ {فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما} وذكر القمي في تفسيره نحوه.
وفيه ايضا ان عمرة القضاء كانت سنة سبع من الهجرة.
وذكر الآية من أولها ولم ينسب شيئا من ذلك الى رواية {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً} تجيء صيغة تفعل
للاتخاذ والجعل نحو توسد الحجر.
وقد يتجلى عليها معنى الطلب والرغبة
والتحصيل نحو تعرّفت وتعلمت وتبصرت من البصيرة في غير المطاوعة. ومن ذلك قول
امرؤ القيس في معشوقته :
»تنورتها من أذرعات ودارها |
بيثرب
أدنى دارها نظر عالي « |
|
فالمعنى ومن اتخذ الخير المشروع طاعة
بطلب لها ورغبة. ولا دليل من اللغة ولا من هيئة التطوع او مادته على اختصاصه
بالمستحبات. بل ان المقام يأبى ذلك فإن السعي حق في الحج والعمرة المندوبين يجب
بالشروع فيهما. وحاصل الآية ان التطوف بالصفا والمروة خير لأنه تعظيم لشعائر اللّه
وطاعة له في ذلك من تطوع خيرا {فَإِنَّ
اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ} بالطاعة
لا يخفى عليه شيء منها ومجاز عليها. وإن كان الشكر مختصا بالنعمة واليد فنسبته
الى اللّه مجاز.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|