أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-9-2021
2113
التاريخ: 25-1-2021
1619
التاريخ: 2023-02-23
1307
التاريخ: 22-5-2022
1172
|
لماذا تنقل الدول عواصمها ؟
وعندما تغير الدول وضع العاصمة في الجهات الداخلية إلى موقع على الساحل، فإن هذا معناه أولا ظهور مصالح بحرية لها أو تطلعها إلى الخارج، وثانيا انها تشعر بثقة تامة في قواتها الدفاعية، وهذا واضح في حالة نقل العاصمة من موسكو إلى بطرسبرج (ليننجراد) في وقت ما، فقد كتب على روسيا أن ترى إمبراطورتيها تحكم لمدة قرنين من الزمان من عاصمة لم تعط اسما جديدا فحسب، بل غرست في أرض جديدة ايضا، وكان نقل العاصمة من موسكو التي تقع في قلب روسيا إلى بطرسبرج على ضفاف نهر نيفا على مرمى حجر من البلطيق نتيجة لرغبة الحكام في أن تطل العاصمة على الخارج، وتصلها تأثيرات المدنية الغربية. أما إذا نقلت العاصمة إلى الداخل، فهذا معناه أنها تبحث عن الأمن والعزلة، وهذا واضح في تركيا عندما نقلت عاصمتها من إستنبول إلى انقرة وروسيا من ليننجراد إلى موسكو، في حالة شيلي عندما نقلت عاصمتها من فالباريزو على الساحل إلى سانتياجو.
وقد يكون الغرض من نقل العاصمة هو تحويل الاهتمام نحو مناطق مهملة، كما هو الحال في نقل عاصمة البرازيل من ريودي جانيرو على الساحل إلى برازيليا في الداخل، لتنشط الأقاليم الداخلية وجذب الأنظار إليها، وقد يكون النقل لأسباب استراتيجية كنقل عاصمة باكستان من كراتشي على الساحل إلى إسلام اباد في أقصى الشمال بالقرب من مناطق النزاع الهندي الباكستاني، مما يعكس أهمية الأقاليم الشمالية وإشعار الهند بان الحكومة هناك.
وعندما لا يكون هناك تراث تقليدي او تاريخ عتيق للدولة، يصبح من السهل تغيير موقع العاصمة، فعندما اختيرت مدينة واشنطن كعاصمة كان السبب في اختيارها توسط موقعها بين ولايات الشمال وولايات الجنوب، وفي حالة مثل كندا، تحركت عاصمتها اكثر من مرة فكانت كوييك العاصمة الأولى، تلتها مونتريال، وفي أستراليا، كانت المنافسة بين ملبورن في ولاية فيكتوريا وسيدني عاصمة نيوسوث ويلز، مما أدى إلى اختيار كانبرا عاصمة لأستراليا وهي تقع في مركز وسط بينهما.
ويؤدي تطرف العاصمة إلى صعوبة الضبط السياسي من ناحية، واضعاف قبضة هذه العاصمة على الأقاليم الهامشية والأطراف من ناحية أخرى، فضلا عن حفظ التوازن بين اقاليم الدولة المختلفة لاسيما في الوحدات الضخمة المساحة خاصة إذا كان النقل متخلفا، وإذا كانت العاصمة المتطرفة الموقع حديثة العهد، فأنها تميل إلى أن تكتسب طابعا إقليميا اكثر منه قوميا، فبحكم موقعها المتطرف غالبا ما يتألف سكانها من العناصر المحلية او الإقليمية، وهذا يجعل وضع العاصمة في الدول المتنافرة السكان موضع جدل ومناقشة، كما هو الحال في العواصم الأفريقية، الخرطوم مثلا، البعض يذهب إلى أنها متطرفة نحو الشمال، بل إذا نظرنا إلى معظم العواصم الأفريقية سنجد أنها متطرفة ) تشاد، مالي، الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا، تنزانيا، أنجولا زائير، جنوب افريقية) وغيرها، ويرجع هذا إلى أكثر من عامل، منها أن المعمور والمناطق الآهلة بالسكان تجنح في الغالب إلى طرف من الأطراف، وبذلك تصبح العاصمة في هذا الطرف أو ذاك كما في حالة ليبيا، في وقت ما كانت هنا عاصمة مزدوجة في طرابلس وبنغازي، وكان هنالك تناوب للعاصمة عامان لكل، ثم وحدت في البيضا في ولاية برقة قبل الثورة ومع ذلك فالعواصم الثلاث في المنطقة الساحلية، كذلك الحال في تونس والجزائر، وتميل عواصم دول الصحراء الكبرى إلى الجنوب، ويرجع هذا إلى سقوط الأمطار الصيفية على حافة إقليم السافانا، هكذا الحال في نيامي وبماكو، كما يرجع إلى العامل السياسي لأن الاستعمار يختار عواصمه عادة في الجهات الساحلية لأنها في نظرة وسط! وسط بين المستعرة من ناحية وبين الدولة المستعمرة من ناحية أخري، والعواصم في هذه الحالة كانت مواطي الأقدام الأولى للمستعمرين، هكذا الحال في أقطار غرب افريقية بعامة، وفي انجولا والكنغو وموزمبيق، ولا يقتصر الأمر على الأقطار الأفريقية، بل يتعداه إلى القارات التي شهدت الاستعمار البرازيل مثلا بعاصمتها المتطرفة على الساحل ريودي جانيرو مثل آخر، وقد تحولت عن هذا الموقع الهامشي الى برازيليا في الداخل، كذلك الحال في الهند بعاصمتها دلهي التقليدية التي تحولت إلى ميناء كلكتا تحت الاستعمار البريطاني، ثم رجعت مرة أخرى إلى وضعها الطبيعي وهكذا.
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|