أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015
1888
التاريخ: 20-1-2022
6019
التاريخ: 24-04-2015
2094
التاريخ: 20-2-2022
2407
|
ما هو الفارق بين قولهم : ( سبب النزول ) أو ( شأن النزول ) ؟ .
إن كانت هناك مشكلة حاضرة ـ سواء أكانت حادثة أُبهم أمرُها ، أمْ مسألة خفِيَ وجه صوابها ، أو واقعة ضلّ سبيل مَخرجِها ـ فنزلت الآية لتعالج شأنها وتضع حلاً لمشكلتها ، فتلك هي أسباب النزول ، أي السبب الداعي والعلّة الموجِبة لنزول قرآن بشأنها .
وهذا أخصّ من قولهم : ( شأن النزول ) ؛ لأنّ الشأن أعمّ مورداً من السبب ـ في مصطلحهم ـ بعد أن كان الشأن يعني : الأمر الذي نزل القرآن ـ آيةً أو سورة ـ ليعالج شأنه بياناً وشرحاً ، أو اعتباراً بمواضع اعتباره ، كما في أكثرية قصص الماضين والإخبار عن أُمم سالِفين ، أو عن مواقف أنبياء وقدّيسين كانت مشوّهة ، وكادت تمسّ من كرامتهم أو تحطّ من قدسيّتهم ؛ فنزل القرآن ليعالج هذا الجانب ، ويبيّن الصحيح من حكاية حالهم والواقع من سيرتهم بما يرفع الإشكال والإبهام ، وينزّه ساحة قُدس أولياء الله الكرام .
وعليه : فالفارق بين السبب والشأن ـ اصطلاحاً ـ أنّ الأوّل يعني مشكلة حاضرة لحادثة عارضة ، والثاني مشكلة أمرٍ واقع ، سواء أكانت حاضرة أمْ غابرة ، وهذا اصطلاح ولا مشاحّة فيه .
* * *
وقولهم : ( نزلت في كذا ) أعمّ ، قد يراد السبب العارض ، وقد يراد شأنُ أمرٍ واقع في الغابر ، وأحياناً يراد بيان حُكم وتكليف شرعي دائم .
قال الزركشي : وقد عُرف من عادة الصحابة والتابعين أنّ أحدهم إذا قال : نزلت هذه الآية في كذا ، فإنّه يريد بذلك أنّ هذه الآية تتضمّن هذا الحُكم ، لا أنّ هذا كان السبب في نزولها (1) .
إلاّ أنّ السيوطي خصّ أسباب النزول بالنوع الأوّل ، ورفض أن يكون بيانه قصّة سالفة لنزول سورة أو آية قرآنية ، ومن ثمّ اعترض على الواحدي ـ في أسباب النزول ـ قوله : نزلت سورة الفيل في قصّة أصحاب أبْرهة الذي جاء لهدْم الكعبة (2) .
قال : والذي يتحرّر في سبب النزول أنّه ما نزلت الآية أيام وقوعه ؛ ليخرج ما ذكره الواحدي في سورة الفيل من أنّ سببها قصّة قدوم الحبشة ، فإنّ ذلك ليس من أسباب النزول في شيء ، بل هو باب الإخبار عن الوقائع الماضية ، كذِكر قصّة قوم نوح وعاد وثمود وبناء البيت ونحو ذلك (3) ، مع أنّ الواحدي لم يصرّح بالسبب ، بل ذَكر أنّها نزلت في قصّة أصحاب الفيل .
ولا وجه لِمَا تضايق السيوطي على نفسه وعلى الآخرين ، بعد أن كان المصطلح على دواعي النزول هي المناسبات المقتضية لنزول قرآن ، سواء أكانت حادثة واقعة ، أمْ اختلافاً في مسألة شرعية فرعية أو عقائدية ، أمْ قصّة غابرة كانت ذات عِبرة أو موضع اختلاف ، فأراد الله تعالى تحريرها وتهذيبها وتطهير ساحة قُدس أوليائه الكرام .
_______________________
(1) البرهان للزركشي : ج1 ، ص31 ـ 32 .
(2) أسباب النزول للواحدي : ص259 .
(3) لباب النقول بهامش الجلالين : ج1 ، ص5 .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|