وهي من أعظم آليات التهذيب والتزكية ، والإصلاح.

يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (ثمرة المحاسبة صلاح النفس) .. ثم إن المحاسبة سبيل الأمان والسعادة ، والنجاح، وهذا ما دلت عليه أحاديث أطباء النفوس.

يقول امير المؤمنين (عليه السلام):

(من حاسب نفسه سعد).

(من حاسب نفسه ربح).

(من تعاهد نفسه بالمحاسبة امن فيها المداهنة)(1)

والسر في ذلك ان الإنسان عندما يواظب على محاسبة نفسه بدقة وشدة ضمن منهج تربوي سليم.

فإنه يقف على ما فيها من نواقص ومعايب، وما فيها من عناصر الضعف والقوة.

وحينئذ يعرف ما يصلحها وما يفسدها .

وأدق عبارة في ذلك ما جاء عن امير المؤمنين (عليه السلام) (من حاسب نفسه وقف على عيوبه، وأحاط بذنوبه، واستقال الذنوب ، وأصلح العيوب)(2).

وأما إذا اهمل نفسه وتركها تلهث وراء اهوائها فإنه يجرها إلى الهلاك والهوان ، الشقاء الدائم في الدنيا والآخرة ، ويكون مثله مثل المريض الذي لا يدري انه مريض، ويبقى المرض ينخر في بدنه حتى يقضي عليه، وهذا ما صرح به امير المؤمنين (عليه السلام) قائلاً :

(من أهمل نفسه اهلكها)

(من أهمل نفسه خسر)

(من اهمل نفسه أفسد أمره)

(من سامح نفسه فيما يحب طال شقاؤه)(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الآمدي، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم : 236 .

(2) المصدر نفسه.

(3) الآمدي ، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم : 236 .