اشكال الحديقة الداخلي (بونساي Bonsai أو فن تقزيم الأشجار)

تتبع هذه الطريقة مع بعض نباتات التنسيق الداخلي الورقية والمزهرة، وقد دخل هذا الفن إلى اليابان منذ حوالي 1000 عام. ووصلت اول نماذج منه إلى بريطانيا في أوائل القرن العشرين. وحاليا توجد نماذج من هذا الفن في جميع محلات بيع نباتات الزينة.

تعني كلمة «بونساي Bonsai» نبات مزروع في صينية Tray (أي أصيص واسع غير عميق). إلا أن التقزيم لا يحدث لمجرد وجود النبات في أصيص حصر جذوره في حيز محدود. ويذكر التعريف الرسمي أن البونساي هي شجرة تتشابه في شكلها من جميع الأوجه مع الأشجار العادية، باستثناء حجمها الدقيق. ويتم ذلك بإبقاء الشجرة محصورة في الأصيص مع تطويش القمم النامية وتقليم الجذور لإيجاد توازن بين الأوراق والجذور ولتحقيق الشكل المطلوب.

تتواجد في الطبيعة أحيانا بعض النباتات المرباة بطريقة البونساي بصورة طبيعية بدون تدخل الإنسان. ويحدث هذا عندما تنبت بذرة صنوبر Pinus مثلا في شق أو فجوة صغيرة بها بعض التربة الخصبة بين الصخور الصلبة في الجبال، فتنمو إلى شجرة متقزمة لا يزيد ارتفاعها عن 30 سم كما يحدث أن تنمو شجرة Thuja بصورة متقزمة بسبب وجودها في ظل شجرة أضخم منها تحجب عنها الضوء وتنافسها في الماء والغذاء. وتتواجد هذه الكنوز الطبيعية في جبال اليابان وأمريكا الشمالية.

يرجع جمال وسحر فن البونساي إلى التناقض الغريب في الشجرة المرباة بهذه الطريقة بين حجمها الدقيق الذي يسمح بتربيتها في أصيص صغير، وبين ما يبدو عليها من عمر وسنوات طويلة تركت آثارها عليها. وهذه المواصفات فإن الأشجار المرباة بهذه الطريقة تعد أكثر النباتات ملائمة للتنسيق الداخلي. ولكن للأسف فإن معظم الأنواع المألوفة مثل أنواع الصنوبر Pinus وأنواع القيقب أو الإسفندان (Acer (Maples وأنواع العرعر Juniperus. وغيرها تنتمي إلى مجموعة نباتات البونساي الخارجية، ولا يمكن إدخالها في المنزل إلا لمدة 4-5 أيام في كل مرة. ومع ذلك فقد ظهرت في السنوات الحديثة نباتات البونساي الداخلي Indoor Bonsai، وتتميز عن نباتات البونساي الخارجية Outdoor Bonsai بأنها أشجار وشجيرات حساسة للصقيع ولا تتحمله. ولذلك يمكن الاحتفاظ بهذه الأنواع داخل المنزل معظم أيام السنة.

ويلاحظ أن الأشجار المرباة بطريقة البونساي ليست قزمية بطبيعتها. إنها أشجار عادية ولكنها زرعت وربيت بحيث يتخذ نموها الأشكال التقليدية الموضحة في الصورة. ويتطلب هذا وقتا ومهارة كبيرين وهذا ما يفسر ارتفاع أثمانها. ويمكن القول بصفة عامة أن أي نبات له ساق خشبية واحدة أو أكثر يمكن أن يربي بطريقة البونساي. ومن الأفضل بالطبع اختيار الأصناف المتقزمة بطبيعتها أو البطيئة النمو التي تتحمل جذورها وسيقانها التقليم المستمر ويفضل أيضا استعمال النباتات التي لها صفات تصويرية متميزة من حيث طريقة التفرع وشكل الأفرع وقابليتها للالتواء والالتفاف على بعضها، وشكل ولون القلف. وتؤثر طبيعة نمو الساق على أسلوب البونساي المتبع. فإذا كنت الساق قائمة منتظمة النمو يختار لها الأسلوب المتماثل المنتظم المائل للشكل الطبيعي للأشجار والشجيرات المخروطية. كما تصلح النباتات ذات السيقان الملتوية للأسلوب المتهدل.

تعتبر تربية نباتات البونساي من الهوايات المشوقة رغم أنها تكلف الكثير من الوقت والجهد والمال. وقد يفضل أغلب الناس شراء هذه النباتات خاصة ما يبدو رخيص الثمن منها. إلا أنه يجب معرفة أنه ليس هناك ما يسمى بنبات بونساي رخيص. فإن نبات البونساي الذي يبدو رخيصا بدرجة كبيرة، لابد أن يكون إما بادرة Seedling نبات عادي اجيد تشكيلها ولكنها غير مرباة، أو نبات بالغ من صنف متقزم بطبيعته. والطريقة الوحيدة للحصول على نبات البونساي بتكلفة قليلة هي الحصول على بادرة عادية أو شتلة تم تربيتها.

من المهم العناية باختيار الإناء المناسب لزراعة البونساي. ويفضل أن يكون متوسط الحجم والعمق وذو شكل ولون مناسبين. وينصح باختيار اللون الأزرق أو الأخضر أو الرمادي للنباتات ذات الأوراق اللامعة المتساقطة. بينما يفضل اللون الأبيض أو الأسود لمعظم النباتات الأخرى. وتزرع النباتات القائمة في إناء مستطيل، بينما تزرع النباتات المتهدلة في إناء مستدير، ويفضل أن يكون أبيض اللون أيضا.

تربية النباتات:

قد يكون من الأسهل شراء نبات بالغ تمت تربيته وتشكيله فعلا، إلا أن هذا لن يكون الحل الأمثل لأن مثل هذا النبات سيكون غالي الثمن. ويمكن إذا توفر بعض الوقت والصبر القيام بعملية التربية والتشكيل هذه من البداية. وليست هناك قواعد معينة تصلح لجميع النباتات أو الكل أساليب البونساي. إلا أن هناك خطوات عامة يمكن تلخيصها فيما يلي:

1- تبدأ العملية ببادرة عادية أو شتلة ثم تربيتها بالشكل والأسلوب المطلوب. تنقل البادرة المختارة إلى أصيص سعة 7٫5 - 10 سم، وتوفر لها الرعاية المناسبة.

2- عندما يصل ارتفاع الساق إلى الطول المطلوب، تقرط القمة النامية، وتزال بعض الأفرع السفلية وتطوش أطراف الأفرع العليا لتشجيع النبات على اكتساب الشكل الشجري.

3- بعد حوالي سنتين يصبح من الضروري تدوير النبات. ولذلك يقتلع النبات من الأصيص في الربيع ويقص حوالي ثلث الجذور. وتقلم الجذور بحيث تزال الجذور الزائدة والضعيفة ولا تترك سوى الجذور الرئيسية. وتقلم الساق أيضا بحيث لا تترك سوى مجموعة صغيرة من الأفرع الرئيسية تمثل الهيكل العام للنبات. وتزال الأفرع الضعيفة والزائدة والمتعارضة مع الشكل المطلوب ثم تعاد زراعته في أصيص أو صينيةTray .

4- أثناء موسم النمو يستمر في إزالة القمم النامية والنموات الغير مرغوبة وتزال الأوراق التي لوحتها الشمس. ثم تشكل الأفرع الرئيسية في الاتجاهات المطلوبة باستعمال سلك قوى يصنع عادة من النحاس القوي السهل التشكيل، الذي يلف حول الأفرع بقوة مناسبة بحيث لا يؤدي إلى انكسارها. مع مراعاة ترك مسافة كافية بين السلك والفرع تسمح بالنمو وزيادة سمك الفرع مستقبلا.

5- تترك الأسلاك لمدة ستة أشهر تقريبا حتى يكتسب النبات الشكل المطلوب وتثبت الأفرع على شكلها الجديد. ويمكن لتحقيق ذلك تعليق ثقل مناسب في أطراف الأفرع لتوجيهها بالشكل المطلوب.

6- بعد ذلك تزال الأسلاك ويقتلع النبات من الإناء وتقلم الجذور. ثم تعاد زراعة النبات مرة أخرى في نفس التربية الأصلية وتغطى الجذور بالتربة جيدا، ويفضل تغطية سطح التربة بقطع من الحصى الملون أو الصخور الصغيرة الطبيعية أو قلف الأشجار لحفظ رطوبة التربة وتجميل المنظر.

7. يقلل الري في فترة التربية الأساسية ويتم على فترات متقاربة. ويلاحظ أن هذه النباتات لا تتحمل الجفاف نظرا للتقليم المستمر لجذورها. لذلك يجب توفير رطوبة جوية مناسبة حولها. ويراعى التأكد من جودة الصرف. ويفضل أن يوضع في قاع الاناء بعض قطع الأحجار الصغيرة والفحم النباتي لتسهيل الصرف.

8- عندما يصل عمر الشجرة إلى 3-4 سنوات تقريبا، تنقل الى وعاء غير عميق به ثقوب للتصريف، ويوضع هذا الوعاء فوق صينية Tray مناسبة من حيث الشكل واللون

9- يحتاج النبات بعد أن يصل إلى شكله النهائي إلى إجراء عملية التدوير وتقليم الجذور كل سنتين. حيث يقتلع من الإناء وتقلم جذوره لتجديدها وازالة المتعفن منها.