أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-2-2022
4959
التاريخ: 5/10/2022
1744
التاريخ: 18-4-2016
15186
التاريخ: 2023-03-25
1756
|
للمعلمة مسئولية عظيمة تجاه بناء الأسرة السليمة التي تسهم في إعداد النشء باعتبار أن المرأة هي حجر الزاوية في كل أسرة ولها الدور الأكبر في حياة جميع الناس وفي تكوين شخصياتهم.
فهي التي تجعل الطفل رجلا عظيماً يشار إليه بالبنان أو خاملا لا يفيد ولا يفاد. وقديماً قيل أن وراء كل عظيم امرأة، ومن هذا المنطلق أردت أن أقدم رسالتي هذه عن بعض الأسس التربوية التي أراها تخدم المعلمة في أداء مهمتها وخاصة في مرحلة الأساس، وهي المسئولة أولا وأخيراً في تكوين الأسرة الناجحة التي تساهم بأعضاء صالحين في المجتمع.
فالأسرة منذ القدم بدأت تلبي حاجات أفرادها من الحماية والغذاء والتربية فكانت الأسرة بمثابة مدرسة مصغرة فكان الأبناء يتعلمون من الأب والأم كثيراً من المهارات وفنون التعامل مع الآخرين.
لم تكن الوسائل التعليمية متوفرة كما هو الحال اليوم لذلك كان الأبوان يلجآن إلى التلقين والتقليد والقصص وكذلك التمثيل ولم يكن الغرض التعلم في كل الحالات، لكن الأبناء كانوا يتعلمونها بقصد أو من غير قصد، وفي نهاية المطاف يصبح الناشئ عنواناً لأسرته التي غرست فيه أبجديات أسس التعامل مع غيره والسلوك الحميد الذي يرتضيه المجتمع.
فدور الأب منذ القدم كان حماية الأسرة من الأخطار الخارجية بينما كان دور الأم غرس القيم والعادات التي يقرها المجتمع في نفس الطفل وذلك بطريقة تناسب مراحل نموه العقلية والجسمية، فكانت تتدرج في ذلك، تارة بجمل إيقاعية خفيفة ذات أهداف سامية وأخرى بقصص خيالية تحمل في طياتها مُثل وقيم المجتمع الذي يعيش فيه.
وبمرور الزمن توسعت متطلبات الإنسان التربوية مع ازدياد تعقيدات الحياة، فشارك الأسرة أفراد تربويون متخصصون من خارجها تحت مظلة القبيلة، واكتسب التعليم الصبغة الجماعية. فبدأ بالفصول ذات المعلم الواحد لما هو الحال في الخلوة (الكتاب)، ثم تدرج إلى المدارس الخاصة وإلى أن وصل الحال إلى ما هو عليه الآن. ومع ازدياد مجالات التعليم ازدادت مسؤولية الأسرة وتعاظم دور الأم وظلت هي التي تضع دائماً علامات خط سير الإنسان رجلا كان أو امرأة.
يقول الدكتور (كنيث آبل) وهو من مشاهير أطباء الأمراض العصبية: (إن فساد الحياة في البيت مصدر كثير من حالات انهيار العقل التي تصيب الآباء والأبناء سببه هو جهل الأمهات بأساليب التفاهم والأخذ والعطاء التي ينبغي أن تسود الحياة الزوجية. ولفساد الحياة في البيت أثر سيء، إذ هي تنقل الشعور باليأس وخيبة الأمل إلى الأبناء فتفسد عليهم إحساسهم بالطمأنينة والأمن وهو الشعور الذي يجب توافره لكل صغير وصغيرة).
ومن هنا يظهر مدى ضخامة الدور التربوي الذي تقدمه الأم وهذا يتطلب الكثير من الجهد من الأخوات المعلمات، فقد حثت الديانات السماوية على وجوب تهذيب خلق البنت وتربيتها على الفضائل والمعارف التي تنير ذهنها بالسلوك الحميد وبالآداب التي ترشدها إلى الطريق الصحيح مثلها في ذلك مثل الولد فالعلم حق للمرأة والرجل، ويقول الرسول صل الله عليه وآله (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) ولله در من قال:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
كلما كانت المعلمة أكثر فهماً لتلميذاتها كلما كان عطاؤها جيداً، وجهودها مثمرة، فهي قدوة لتلميذاتها وعليها مسئولية ترسيخ القيم والعادات والتقاليد الحميدة كما أن عليها مسئولية بناء الأمة، وبيديها يشكلن أمهات المستقبل.
فالمعلمة الناجحة هي التي تغير سلوك تلميذاتها نحو الأفضل على ضوء الأهداف التربوية وتجاربها السابقة. ويتوقف نجاح المعلمة على مدى علاقتها بتلميذاتها، وكثير من التلميذات يعتبرن المعلمة مثلاً أعلى ويقلدنها في مظهرها وفي حديثها، حتى في حركتها. فالمعلمة الناجحة هي التي تتجسد فيها الصفات الثلاث: صفات الأم والمربية والمعلمة التابعة للدروس.
فباختصار هي تمثل دور المعلمة والمرشدة الاجتماعية في آن واحد وذلك في ظل ظروف السودان التي لا تسمح بوجود مرشدات اجتماعيات في جميع المدارس.
فالتلميذة التي لا تجد الحب والمودة في معلمتها تكره مادتها وبالتالي تكره الجو المدرسي ولسان حالها يقول: نحن لا نتعلم إلا من الذين نحبهم. فعندما تقوم المعلمة بعرض مادتها بطريقة شيقة ومتجددة، بعيدة عن الروتين وأسلوب المحاضرات، فإن ذلك يساهم بقدر كبير في تحبب التلميذة للجو المدرسي وتعزز فيها حب العلم والتعلق بالمدرسة والرغبة في البقاء فيها أطول فترة ممكنة، وذلك عكس المعلمة التي تلقي دروسها بأسلوب جاف أشبه ما يكون بأسلوب المحاضرة في الجامعة.
فهذا الأسلوب الخالي من الحوار والمشاركة يسبب الضيق والملل للتلميذات.
ومن الأساليب الجيدة في تذليل صعوبات الدروس: استخدام أسلوب الانتقال من السهل إلى الصعب ومن المعلوم إلى المجهول. فهناك صفات عديدة للمعلمة الناجحة أجمعوا عليها علماء التربية منها الصفات الشخصية.
وهي من الأسباب التي تجعل المعلمة محبوبة من تلميذاتها، قريبة من قلوبهن وهي:
1- المهارة في التدريس وذلك بالابتعاد عن الرتابة والروتين بقدر الإمكان وبإظهار المواقف الوجدانية من حزن وبشاشة أثناء دروس السرد والقصص.
٢- الاهتمام بعملها والمواظبة عليه والاعتزاز بمهنتها كمعلمة، والانشراح الكامل للعمل وفي ذلك تشجيع للتلميذات بجانب أنها تجنبهن الملل واليأس وكراهية المادة.
٣- مواكبة كل جديد في مادتها، وذلك بالابتكار وتطوير أساليب التدريس وعدم التمسك بطريقة بعينها، ومن سمات المعلمة الناجحة أنها تستطيع أن تختار الطريقة المحببة لتلميذاتها.
٤- استعمال المفردات والتعابير التي في مدى قدرة التلميذات.
٥- الاهمام بمشاعر التلميذات وعدم إحراجهن، وتقديم النصح والتوجيه متى ما كان ذلك ممكنا، ومشاركتهن في حل مشاكلهن الخاصة والالتزام بالصراحة والصدق في التعامل معهن.
٦- إثارة عقول تلميذاتها للبحث والتفكير وحب مادتها والمساهمة في حل مشاكلهن الاجتماعية والعاطفية وإشعارهن بأنها لا تختلف في التعامل عن أمهاتهن.
٧- اتباع العدل والحياد في التعامل مع التلميذات وعدم الانحياز إلى فئة دون غيرها، وأن تكون حازمة، وأن لا تتردد في اتخاذ القرارات مع الالتزام بالحكمة والتسامح.
٨- تجنب الإكثار من عبارات التشجيع لأن الكثرة تفقدها معناها.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|