هل علاقاتكم طيبة مع الجيران؟ هل هناك تعاون وتفاهم بينكم وبين جيرانكم؟ |
4424
02:46 صباحاً
التاريخ: 16-2-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2021
2729
التاريخ: 26-6-2016
3447
التاريخ: 31-1-2022
2818
التاريخ: 20-4-2016
2451
|
إن حقوق الجار هي من الحقوق العظيمة التي يجب علينا جميعاً أن نلتزم بها ونراعيها في كل الأحوال. وقد أكّدت الأحاديث النبوية الشريفة والأحاديث المنقولة عن الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام، على حقوق الجار إلى أبعد الحدود. فالرسول صلى الله عليه وآله قال: [ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه](1).
علينا أن نسأل أنفسنا: كيف نستطيع أن نقوي (روح التعاون) في جميع المجالات مع الآخرين ولا سيما مع الأقرباء والجيران؟ حقاً أيها القارئ الكريم. كيف هي علاقاتك مع جيرانك؟ هل هناك تعاون بينك وبينهم؟ وهل علاقاتك معهم طيبة؟ إن للجار حق عظيم على جاره. فأنت أيها القارئ الكريم عندما تعيش في بيتك بأمن وسلام وأنت مطمئن البال والخاطر فذلك بفضل جيرانك الطيبين وبفضل تعاونهم المباشر وغير المباشر معك. وإذا أردت أن تعيش في بيتك ومع أهلك بصورة أفضل ومزيد من راحة البال فعليك أن تعزز علاقاتك مع الجيران أكثر فأكثر وتتعلم طريقة وأسلوب التعامل معهم ومداراتهم ومسايرتهم وتتجنب إيذاءهم ومضايقتهم فالرسول صلى الله عليه وآله يقول: [من كان مؤذياً لجاره من غير حق حرمه الله ريح الجنة ومأواه النار، ألا وإن الله عز وجل يسأل الرجل عن حق جاره ومن ضيّع حق جاره فليس منا](2).
علينا أن نتجنب إيذاء الجيران وإزعاجهم بل علينا أن نتحمل أذاهم ومضايقاتهم التي يسببونها لنا ولا نغضب ونثور عليهم كما يجب علينا أن نمد لهم يد العون والمساعدة ونقدم لهم بين الحين والاخر ما تيسر من الهدايا والعطاءات المختلفة(3).
فقد سأل أحدهم رسول الله صلى الله عليه وآله: ((هل في أموالنا حقوق غير الحقوق التي أوجبها الله (الخمس والزكاة) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : (نعم، مساعدة الأقرباء وتفقد الجار المسلم. اعلموا أن من نام شبعاناً وجاره المسلم جائع ليس بمسلم))(4).
لا بأس عزيزي القارئ أن تطلع على الرسالة التالية لتعرف الجار الخيّر الحقيقي والصفات والسجايا الجميلة الطيبة التي يتمتع بها وبالتي تقارنوا أنفسكم به:
الرسالة:... سلام وتحية خالصة لأرواح شهداء المسلين من صدر الإسلام والى قيام يوم الدين. لقد تطرقتم إلى موضوع التعاون ومساعدة الآخرين وهنا أريد أن أشير إلى نموذج لهذا التعاون لكي أعرب أولاً عن شكري لجارنا الطيب ولكي تكون تلك الصفات الخلقية السامية التي يتمتع بها جارنا قدوة ومثالاً للآخرين، مثالاً للتعاون مع الجيران ومساعدتهم وتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم، ليعلم الجميع، كيف عليهم أن يعززوا روح التعاون فيما ينهم ويطقوا بذلك ما أوصى به الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام...
السيد... وزوجته هما نموذج رائع للجار الحقيقي. فجارنا السيد... يملك سيارة وهو يضعها دائما في خدمة جيرانه متى احتاجوا إليها. وعندما سكن جارنا هذا وزوجته في حينا قام بزيارة جميع الجيران في هذا الحي وتعرّف عليهم وسألهم عن أوضاعهم وأحوالهم وأعرب لهم عن سروره وسعادته لوجوده بينهم ولكونه جاراً لهم. وقد أوصى جميع الجيران وقال لهم: لا سمح الله إذا حدث لكم أي طارئ أو إذا احتجتم لأية مساعدة حتى لو كان الوقت متأخرا فإني في خدمتكم...
الحِلم والصفح ومساعدة الآخرين والتضحية من أجلهم والتعاطف معهم وتحمل مشاكل الجيران والنشاط والسعادة الدائمة هي من السجايا والصفات الخلقية لجارنا هذا فهو يقدم أقصى ما بوسعه من عون ومساعدة للجيران دون أن يتوقع منهم شيئا في مقابل تلك الخدمات. فمنذ أن جاء إلى حيّنا أوجد جواً من الأنس والإلفة والمحبة والتعاون بين سكان هذا الحي. فالجميع هنا يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم يواجهون مشاكلهم بمفردهم بل أصبحوا مطمئنين بأن سائر الجيران يساعدونهم عند المشاكل والملمات، الأمر الذي جعلهم لا يشعرون بوطأة الحياة وصعوبتها...
إن الدين الإسلامي جاء لتحسين حياة البشر وتعزيز روح التعاون والمساعدة بين الناس ولا سيما بين الجيران وجعل المحبة والتفاهم والصفاء تسود فيما بينهم وعلى هذا الأساس فإن الإسلام أقر بعض الواجبات والوظائف التي يجب أن نلتزم بها ونطبقها تجاه جيراننا، ومن جملتها تلك التي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وآله حيث قال في حقوق الجار [إن استغاثك أغثه وإن استقرضك أقرضه وإن افتقرَ عدت إليه وإن أصابه خير هنأته وإن مرض عدته وإن أصابته مصيبة عزيته وإن مات تبعت جنازته ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه وإذا اشتريت فاكهة فأهدها له وإن لم تفعل فأدخلها سرا ولا يخرج بها ولدك فيغيظ بها ولده ولا تؤذه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها](5).
وقال الإمام زين العابدين عليه السلام: [أما حق جارك فحفظهُ غائباً وإكرامه شاهداً ونصرته إذا كان مظلوماً ولا تتبع له عورة فإن علمت عليه سوء سترته عليه وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ولا تسلمه عند شديدة وتقيل عثرته وتغفر ذنبه وتعاشره معاشرة كريمة](6).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول لأصحابه يوماً: [ما آمن بالله واليوم الآخر من بات شبعاناً وجاره جائع] فقلنا هلكنا يا رسول الله؟! فقال: [من فضل طعامكم ومن فضل تمركم وورقكم وخلقكم وخرقكم تطفئون بها غضب الرب](7).
نسأله تعالى أن يوفقنا من خلال تطبيق تعاليمه السمحاء والعمل بتوجيهات النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام لجعل روح التعاون تسود العلاقات فيما بيننا لكي تصبح حياتنا وحياة كل الذين يعيشون معنا وتربطهم بنا روابط سعيدة مليئة بالنشاط والحيوية حيث إن حسن التعامل مع الجيران ومداراتهم يجعلان الحياة سعيدة هانئة وينزلان الرزق والبركة على الإنسان..
__________________________________________
(1) سفينة البحار مادة جار.
(2) المصدر السابق.
(3) لقد كانت هناك في السابق ولا سيما في المدن الصغيرة والقرى عادات وتقاليد جيدة فعندما كانت إحدى الآسر تطبخ طعاماً لذيذاً أو تطبخ نوعاً من الحلوى في مناسبة فرح أو نذر معين فإنها كانت تقوم بتوزيع قسم من ذلك الطعام أو الحلوى على بيوت الجيران وهذه من العادات الجيدة التي يجب أن تستمر وتتواصل بين الجيران في كل المدن الصغيرة والكبير: لأنها تؤدي إلى تعزيز أواصر المحبة والصداقة والتآلف بين الأسر والجيران كما أن علينا أن نشارك جيراننا أفراحهم وأحزانهم. [المترجم]
(4) سفينة البحار، مادة جار.
(5) ميزان الحكمة الجزء الثاني، باب ٦٤٤ حق الجار ص ١٩٥ ح ٣٠٢٦.
(6) ميزان الحكمة، ج٢ باب ٦٤٤ حق الجار حديث ٣٠٢٥ ص ١٩٥ .
(7) المصدر السابق باب ٦٤٢ ص ١٩٤ ح ٣٠٢٤.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|