أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2018
1915
التاريخ: 2023-11-02
1452
التاريخ: 14-1-2016
2302
التاريخ: 20-11-2017
2443
|
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].
إن الزواج هو من ضروريات الحياة وحاجة طبيعية عند الإنسان حيث يحقق له الاستقرار والطمأنينة والسعادة إذ إن الشخص المتزوج يكون محبوباً عند الله حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله: [ما بني بناء في الإسلام أحب إلى اله عز وجل من التزويج](1).
فالزواج هو سنة رسول الله، فعندما سمع النبي صلى الله عليه وآله أن عثمان بن مظعون يعرض عن الزواج ولا يريد أن يتزوج وضع يده المباركة على صدر عثمان وقال له: [لا تعرض عن سنتي فمن أعرض عن سنتي فإن الملائكة تعترض سبيله يوم القيامة وتحول بينه وبين حوض الكوثر](2).
إن تنفيذ هذه السنة النبوية وتحقيقها بالنسبة للأبناء هي مسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق الأب فهو الذي عليه أن يهيئ مقدمات الزواج ويعقد لابنه على الزوجة اللائقة الكفؤة. كما أن كل فرد من أفراد المجتمع يتحمل أيضاً مسؤوليته في هذا المجال، لأن هناك بعض الشباب المحرومين من نعمة وجود الأب وقدرته على القيام بهذه المهمة وهم لوحدهم لا يستطيعون أن يخطوا خطوة واحدة على طريق الزواج ولهذا فيجب على كل من تتوفر لديه القدرة والاستطاعة أن يسعى في مجال تزويج الشباب ويقول كلمة أو يقوم بالوساطة بين أهل الشاب وأهل الفتاة وأن يقدم العون والمساعدة ويجمع بين شاب وفتاة مؤمنين صالحين ويهيئ لهما سبيل الزواج. لأن رسول الله صلى الله عليه وآله قال [من عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما زوجه الله عز وجل ألف امرأة من الحور العين، وكان له بكل خطوة خطاها أو بكل كلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة قيام ليلها وصيام نهارها](3) وقال صلى الله عليه وآله: [من زوج أخاه المسلم أظله الله يوم القيامة بظل عرشه](4) .
وعلى هذا الأساس فإن الأشخاص الخيرين والمحسنين والنساء والرجال من أصحاب الهمم والنوايا الخيرة يجب عليهم - في حدود طاقاتهم وإمكاناتهم - أن يبحثوا عن الشباب والشابات الذين هم في سن الزواج ويبادروا (في إطار الحفاظ على كرامتهم وسمعتهم وشخصيتهم) إلى مساعدتهم والقيام بدور الأب والأم بالنسبة لهؤلاء الشباب وليكونوا على يقين بأنهم سينالون الأجر والثواب يوم القيامة على أعمال الخير هذه وهو شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله.
إني لا أعرف إلى أي مدى تهتمون بهذا الواجب الإلهي - الاجتماعي؟ وإلى أي حد تؤدون هذا الواجب وتقومون به؟ وهنا - ومن أجل أن تشعروا أكثر بمسؤوليتكم في هذا المجال وتدركوا بشكل أعمق ضرورة القيام بهذا الواجب - أرى من المناسب أن تقرأوا هذه الرسالة التي بعث بها بكل صدق وصراحة شاب يواجه مشكلة، وتتخذوا القرار المناسب.
الرسالة:... الهدف من كتابة هذه الرسالة هو عرض مشاكلي التي تؤلمني منذ فترة طويلة وبعد عناء طويل توصلت إلى هذه النتيجة وهي أن أعرض مشكلتي على شخص أمين يحفظ الأسرار... وهنا أقولها بصدق: إني شاب أبلغ من العمر سبعة وعشرين عاماً.. لا أستطيع الزواج وتشكيل حياة أسرية وذلك لأنني يتيم الأب وأعاني من مشاكل عائلية حيث إنني أتولى إعالة ثلاثة أطفال يتامى إضافة إلى والدتي وأيضاً بسبب حالتي المادية الضعيفة والصعوبات والنفقات الكثيرة التي يضعها أمامي أهالي الفتيات اللواتي ذهبت لخطبتهن ونظراً لسني فإن هذه المشكلة تسبب لي ضغوطاً نفسية شديدة كما سببت لي حالة عدم استقرار بحيث بت أعاني من حالة نفسية سيئة لأنني أشعر بشيء ينقصني في حياتي، فأنا أحتاج إلى شخص أبادله المحبة وأجعله شريكاً لي في أفراحي وأحزاني وهمومي... لقد تركت هذه الضغوط النفسية عليّ تأثيراً سلبياً وسيئاً انعكس على جميع شؤون حياتي ولا سيما على تصرفاتي وتعاملي مع أهلي ولله الحمد فإني سيطرت على نفسي حتى الآن ولكن صبري نفد مع الأسف وقد أنجرف في أية لحظة نحو الذنوب والمعاصي... أرجو منكم أن ترشدوني وتوجهوني، وشكراً.
التوقيع: ع ـ ي سيد
١- حبذا لو أنشئت صناديق خيرية في المساجد تتولى مساعدة مثل هؤلاء الشباب المؤمنين المتقين وتقديم الخدمات لهم وتيسير أمورهم. كما أن على المؤسسات والجمعيات أن تقدم المساعدات والخدمات والإعانات إلى هؤلاء الشباب أكثر من ذي قبل وتفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله الذي كان يساعد الشبان على الزواج وبعملهم هذا يدخلون الفرح والسرور على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله.
٢- يجب على الأقارب الذين تربطهم علاقات الصلة والقرابة أن يشكلوا مجمعاً أو جمعية تتولى مساعدة شبان العائلة وبالتالي إحياء سنة الزواج الحسنة.
٣- وأنت أيها الأخ العزيز الكريم استمر – كما كنت من قبل – في ذكر الله والخوف من ارتكاب المعاصي وحافظ على إيمانك ولا تلوث نفسك بالمعاصي والذنوب وذلك من خلال اهتمامك بتقديم الخدمات الاجتماعية وقضاء أوقاتك في العبادة حتى تحل مشكلتك بفضل الله وبفضل جهودك ومساعيك وبفضل مساعي المؤمنين الصادقين. أحيِ قلبك ونوّره بذكر الله لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
نتمنى لك التوفيق وإن شاء الله ستصل إلى أهدافك الكبيرة من خلال تعزيز ثقتك بالله وسعيك الدؤوب.
___________________________________
(1) وسائل الشيعة، ج١٤، ص٣ باب١ ح٤.
(2) مستدرك وسائل الشيعة.
(3) وسائل الشيعة ، ج١٤ ، باب ١٢ ح٥.
(4) وسائل الشيعة ، ج١٤ ، باب ١٢ ح٣.
|
|
هل تعرف كيف يؤثر الطقس على ضغط إطارات سيارتك؟ إليك الإجابة
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|