أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2016
1452
التاريخ: 20-8-2022
2393
التاريخ: 30-9-2016
1715
التاريخ: 30-9-2016
1330
|
من اهم المميزات البارزة في الواقع الاجتماعي هو العلم ، وما لم يكن طلبه وتحصيله لله فإن الإنسان يصاب بالغرور والخيلاء ، ويتصور انه افضل من غيره فيزداد في نفسه رفعة، وفي الناس تطاولا، وبالله غروراً، فيقع في شباك الشيطان يقول رسول الله (صلى الله عليه واله) : ( ... ومن طلب العلم للدنيا، والمنزلة عند الناس، والحظوة عند السلطان لم يصب منه باباً إلا ازداد في نفسه عظمة، وعلى الناس استطالة وبالله غروراً، ومن الدين جفاء ...)(1).
يقول علماء الاخلاق : ان سبب الكبرياء عند بعض العلماء امران :
أولاً : اشتغاله بما يسمى علماً، وليس هو بعلم حقيقي، وانما العلم الحقيقي ما يعرف العبد به نفسه، ليعرف ربه، أو أحكام شريعته، وهذا يورث الخشية والتواضع، دون الكبر والامن من مكر الله؛ ولذا قال الله تعالى : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
فاما ما وراء ذلك كعلم الطب، والحساب، واللغة والشعر، والنحو ، وفصل الخصومات، وطرق المجادلة (بل حتى علوم الدين كالأصول، والفقه، علوم القرآن وغيرها ...) إذا لم يكن طلبها لله تعالى، وطلبها للدنيا ونيل المنزلة الاجتماعية والسياسية، فإنها ستؤدي إلى امتلاء نفسه: تيهاً، وخيلاء ، واعجاباً، وتميزاً على الناس.
إن العلم الذي يورث التواضع هو العلم بالله تعالى، واسمائه، وصفاته، واحكامه، ومعرفة مقام الربوبية، وحقيقة العبودية لله تعالى شريطة ان يكون طلبه لله؛ لأجل امتثال امره تعالى.
الثاني : ان من يطلب العلم وهو ملوث النفس ، خبيث السريرة ، وسيء الخلق فإنه كالأرض السبخة لا يزيدها نزول المطر إلا عفونه، وخشونه وملوحه ، كذلك العلم إذا حصل لنفس ملوثة فلا تزداد إلا كبراً ، وغروراً ، وإعجاباً وتطاولاً على الناس، واغتراراً بالله، وجفاء من الدين، وتلك هي سنة الله تعالى فإن القرآن الكريم الذي هو نور الله في أرضه ، عندما ينزل على الناس فإنه له تأثيران متعاكسان حسب طبيعة النفوس الملتقية له فبمقدار ما يزيد المؤمنين نوراً، وشفاء ورحمة يزيد الظالمين خسارة. يقول تعالى : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [الإسراء: 82].
والسبب في ذلك أن نفوس الظالمين اصبحت سوداء مظلمة، كثيفة درنة لا تقبل النور؛ ولذلك فإن على طالب العلم ان يبدأ بتزكية نفسه وتهذيبها أولاً ، ثم يطلب العلم ثانياً وبدون ذلك سيعطي طلب العلم نتيجة عكسية.
يقول الإمام الخميني (قدس سره) : (وكما رأينا ايضاً كيف كان للعلم تأثير السوء في بعض طلبة العلوم الشرعية النقلية، وكيف انه زاد من فساد اخلاقهم، فأصبح ما كان ينبغي ان يكون سبباً لفلاحهم وصلاحهم سبباً لهلاكهم ولجرهم نحو الجهل والمماراة والتعالي والختل)(2) ولئلا يقع طالب العلم في هذه الهاوية المهلكة يقول (قدس سره) : (يجب على طلاب العلوم الدينية، والسالكين لهذا السبيل المحفوف بالمخاطر، ان يكون أول ما يضعونه بعين الاعتبار، إصلاح أنفسهم أثناء الدراسة، ويقدموه مهما أمكن على كل شيء؛ لأنه أوجب كل الواجبات العقلية والفرائض الشرعية وأصعبها)(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحدث المجلسي، بحار الانوار : 2/35.
(2) الإمام الخميني، ادأب الصلاة، 44،ط: مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني.
(3) الامام الخميني ، الاربعون حديثاً : 347 .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
ناقلا تهنئة الامين العام ...وفد الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة يزور مقرات القوات الأمنية في سامراء
|
|
|