تبادل الزيارات واستقبال الضيوف أمر جيد ومحبب شرط أن يتم ذلك بدون تكلف ومشقة |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-12-2016
![]()
التاريخ: 25-7-2016
![]()
التاريخ: 27-6-2016
![]()
التاريخ: 2023-10-07
![]() |
سلام على شهر رمضان المبارك! أتدرون كيف يمكننا أن نستفيد الاستفادة القصوى والمثلى من البركات الكثيرة لهذا الشهر المبارك؟ يمكننا ذلك من خلال معرفة ما هو الصوم؟ ولماذا فرض الباري تبارك وتعالى الصيام؟... وما هي الحكم الإلهية الكبرى من هذه الفريضة الإلهية؟ الحكم الإلهية من فرض الصيام كثيرة منها أن الصائم يكون أكثر ذكر لله وأكثر تقرباً إليه وأكثر ذكراً للآخرة وإدراكاً لمتطلبات ذلك اليوم العظيم الذي يصفه الباري تبارك وتعلى في القرآن الكريم بالقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} [الحج: 1، 2].
والصوم بهذا المفهوم يجعل الإنسان أكثر سعياً لتحصيل الزاد لذلك اليوم وذلك النبأ العظيم. فالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله يقول: [تحمل الجوع والعطش في أيام رمضان يذكر الصائم بجوع وعطش يوم القيامة](1).
كما أن الصيام يوحّد القلوب ويقرب ما بين الأفراد من حيث المعيشة ومتع الحياة ولهذا السبب فإن إقامة ولائم الإفطار والذهاب إلى دعوات الإفطار هي من السنن التي أكد عليها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله حيث قال: [من أفطر صائماً في شهر رمضان فإن له أجراً عظيماً عند الله كأجر من أعتق رقبة وغفر الله ما تقدم من ذنبه] فقيل يا رسول الله! لسنا جميعاً نقدر على ذلك، لا نقدر حتى على إفطار صائم واحد فقال صلى الله عليه وآله: [الله أعظم الكرماء فالذي لا يقدر على ذلك فليسق الصائم بشربة لبن أو جرعة ماء أو ليقدم للصائم بضع تمرات فإن الله يعطيه ثواب من أطعم صائماً]. ولكن تنفيذ هذه السنة النبوية يجب أن يكون بعيدا عن أي تكلف وعن أي إحراج أو مشقة أو عناء حيث يقول صلى الله عليه وآله: [تجنبوا التكلف للضيف](2).
أي أن نقدم للضيف ما نقدر عليه ونستطيعه.
الرسالة:... السلام عليكم، أرجو أن تكونوا في صحة وعافية، أستميحكم عذراً لأني آخذ من وقتكم الثمين.. برأيكم هل من الصحيح أن الأم التي لها ستة اولاد تقوم بإعداد الولائم وتدعو الضيوف إلى الإفطار في منزلها طوال شهر رمضان وهي صائمة أيضا؟ ألا يحق لي وأنا زوجها أن أقول لا إني لا أطيق مثل هذه الدعوات والولائم؟ بمجرد أن أعترض على ذلك تقول لي: أنت إنسان كسول؟ تريد أن تحرمي من ثواب اطعام الصائمين في هذا الشهر المبارك!.
... إلى جانب ذلك كله فهي لا تكتفي بتقديم نوع واحد من الطعام وتقول لي عليك أن تهيئ للصائمين الطعام الفلاني والأكلة الفلانية! هل صحيح أن زوجتي تحصل على الثواب من عملها هذا؟ هل يرضى الله بأن تجبرني على إعداد مثل هذه الولائم؟ وجدير بالذكر في هذا المجال أن زوجتي تدعو فقط أصدقاءها وأهلها وأقرباءها لتناول طعام الإفطار في بيتنا...
يجب أن نقول لهذه الأخت الكريمة التي تبحث عن الثواب، بأن عمل الخير الذي يقوم به الفرد من خلال ظلم الآخرين وإكراههم على بعض الأمور وبالتالي عمل الخير الذي تقوم به بطريقة غير شرعية وباطلة، مثل هذا العمل لا يثاب الفرد عليه بل يعاقب عليه. وأنت أيتها الأخت الكريمة لا يحق لك أن تجبري زوجك على إعداد وتحضير موائد الإفطار ودعوة الضيوف إلى البيت وبالتالي تجعليه يواجه الضغوط والمشقة والعناء (حيث لا يحق لك أن تحملي زوجك ما لا يطيق ولا يقدر عليه). هل سمعت بالشروط التي وضعها أمير المؤمنين عليه السلام لتلبية دعوة ضيافة وجهها إليه أحد أصحابه؟ فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام لهذا الشخص الذي وجه له الدعوة: قد أجبتك على أن تضمن لي ثلاث خصال، قال: وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: لا تدخل علي شيئاً من خارج، ولا تدخر علي شيئاً في البيت، ولا تجحف بالعيال، قال ذلك لك، فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام)(4).
حذارِ أن نسبب المضايقات والعناء للأصدقاء والأقرباء وأن تكون زيارتنا لهم وحلولنا ضيوفاً عليهم مصدر تعب وإرهاق وملل لهم. إن زيارة الأقرباء والأرحام يجب أن لا تسبب لهم أي تكلف وأن لا تحملهم ما لا يطيقون ولا يقدرون عليه وبالتالي فإن صلة الأرحام يجب أن لا تكون سبباً في انقطاع أواصر المحبة فيما
بينهم.
والآن طالع عزيزي القارئ الرسالة التالية واسأل نفسك السؤال التالي: هل أسبب لأقربائي وأرحامي وأصدقائي مثل هذه المشاكل والمضايقات؟
الرسالة:... سلام وتحية لكم، ولجميع العامين في برنامج «أسس التعامل الأخلاقي بين أفراد الأسرة» وأرجو من الله لكم مزيدا من التوفيق والنجاح... إني امرأة ربة بيت والمشكلة التي أعاني منها منذ سنوات أذكرها لكم فيما يلي لكي تساعدوني وترشدوني وترشدوا ربات البيوت اللواتي بعانين منها. مشكلتي ليست مادية ولا هي ناجمة عن تصرفات زوجي معي بل هي كثرة تردد الأقرباء والارحام علينا وتدخلهم في شؤوني وشؤون بيتي وزوجي وأولادي...
فإني أعيش في مدينة... وأقرباؤنا الذين يعيشون في البلدات القريبة من هذه المدينة يأتون إليها باستمرار إما للتسوق وشراء الحاجات المعيشية وإما للعلاج ومراجعة الطبيب أو الأعمال الأخرى وبالتالي فهم يأتون إلى بيتنا ويبقون عندنا ثلاثة أو أربعة أيام وأحياناً يبقون عندنا لمدة أسبوع كامل...
إني لا أعارض تبادل الزيارات مع الأقرباء فقد أوصى الني صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام كثيراً بالضيف وضرورة احترامه والقيام بخدمته أعرف هذا وأعرف أيضاً، أن الضيف حبيب الله ولكن أي ضيف؟ الضيف الذي يأتي لتفقد أحوالنا ولا يسبب لمضيفه صاحب الدار أي إزعاج وأذى يشهد الله أن بيتنا لا يخلو من الضيوف أبداً، أرجو منكم أن تتطرقوا إلى موضوع الضيوف والضيافة وفقكم الله ورعاكم.
أختكم ك. ع
سلام وتحية لك أيتها الأخت العزيزة. نحن نأمل أن يقرأ أقرباؤك الذين يسببون لك المشاكل والمضايقات من خلال تصرفاتهم غير الصحيحة واللامسؤولة هذه والتي هي تصرفات قبيحة تنم عن الجهل وعدم الوعي، نأمل أن يقرأوا السطور ويعودوا إلى رشدهم ووعيهم ببركة شهر رمضان المبارك ويكفوا بشكل خاص عن توجيه الأذى والإزعاج لأقربائهم وعندما يذهبون لزيارة أقربائهم أن لا يطيلوا البقاء والمكوث عندهم، فالنبي صلى الله عليه وآله يقول: [ملعون من ألقى كلّهُ على الناس](5).
_________________________________________
(1) وسائل الشيعة ج٧ حديث ١٣٠٤٧.
(2) المصدر السابق حديث١٣٤٩٨.
(3) كنز العمال ، ح٢٥٨٧٦.
(4) بحار الأنوار ج٧٥ ص٤٥١ عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام.
(5) تحف العقول، طبعة الأعلمي - بيروت ص ٢٦ .
|
|
دراسة تكشف "مفاجأة" غير سارة تتعلق ببدائل السكر
|
|
|
|
|
أدوات لا تتركها أبدًا في سيارتك خلال الصيف!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تؤكد الحاجة لفنّ الخطابة في مواجهة تأثيرات الخطابات الإعلامية المعاصرة
|
|
|