قارون الذي لم يكن شخص اثرى منه حتى ان القران الكريم قال فيه: { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} [القصص: 76]

إن قارون ذلك بغى وطغى في الأرض، وحين قيل له : {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77].

أجاب على سائله وقال : {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: 78]

 أي أنني كنت استحقه لعلمي الذي فضلت به على الناس، وهو علمه بوجوه المكاسب، أو بالكيمياء، أو بالتوراة، وكان أعلمهم بها.

الآية المباركة علل بها قارون رأيه، أو ما في ظله، فأنكر وكلمة (عندي) في تلك الكلمة فضل الله تعالى عليه .

إن هذه الآية المباركة التي ذكرنا تقع ضمن سورة تتعرض إلى حكاية قارون الذي لم يكن شخص أثرى منه حتى أن القرآن الكريم قال فيه: { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} [القصص: 76]

وبناء على ذلك قال تعالى : {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ} [القصص: 81]

إن حكاية قارون في القرآن المجيد تحذير لكل من يريد التعالي والتكبير من خلال ما عنده من أموال وثروات، وإن من يفعل ذلك لا بد وأن يكون مصيره كمصير قارون، ولا أعني بالضرورة خسـف داره، بل أعني السقوط والانحطاط دون مستوى البشر .