أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-13
958
التاريخ: 2023-09-24
1282
التاريخ: 14-1-2016
3157
التاريخ: 12-7-2018
1859
|
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: «شيئان لا يعرف فضلهما إلا من فقدهما: الشباب، والعافية»(1).
مرحلة الشباب من أثمن وأغلى مراحل عمر الإنسان، وهي نعمة إلهية من الله تعالى بها علينا لنعد أنفسنا ونطورها ونسير بها إلى الأمام..
ولكن هذه المرحلة الثمينة والمحطة الأهم في حياة الإنسان لا تعلم قيمتها، ولا يعرف فضلها إلا بعد فقدانها كما مر في الحديث الشريف، لذلك فإن هذه المرحلة الهامة جداً تضيع دون أن يدرك المرء خطر ضياع هذه الفرصة..
وأغلب ما يتوجه إليه الشباب هذا اليوم هو ممارسة بعض الهوايات، والقيام بالرحلات الترفيهية أو التواجد الدائم في نوادي التسلية وإمضاء الليالي في سهرات لا طائل من ورائها في أغلب الأحيان.. وهكذا تضيع أكبر فرصة للإنسان في حياته، فالدنيا تجذبه إليها بزينتها وزخارفها البراقة فيغرق فيها وهو لا يدري إلى أين يذهب بنفسه غافلا عن الله تعالى وعن الموت الذي لا مفر منه، غير مبال بخدمة الناس والمجتمع، ولا يكترث سوى لراحة نفسه ولهوها..
هنا تعلو الصرخة في أعماق أنفسنا خوفاً من الضياع والبعد عن الباري عز وجل، وتملأ الحيرة كل كياننا ونحن نسأل ما السبب وما هو الحل؟!
فتمتد يد الرحمة الإلهية لتنقذنا، وتنطق شفتا رسول الله صلى الله عليه وآله بالدعوة إلى خطوة باتجاه الحل قائلة:
"ما من شاب تزوج في حداثة سنه (أي تزوج باكراً) إلا عج (قال بضجيج) شيطانه: يا ويله، يا ويله؛ عصم مني ثلثي دينه. (ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله) فيلتق الله العبد في الثلث الباقي"(2).
فمن أهم الأسباب التي تبعد عن الله تعالى وتوقع البعض في شراك الغفلة والعصيان، هو طغيان الشهوة وعدم الإمساك بزمامها وذلك يعود إلى عدم تلبية ندائها واستجابة حاجتها الجنسية منذ البداية بطريقة سليمة وواعية. وأحياناً يكون الفراغ العاطفي أي حاجة البعض إلى الحب والعطف والحنان، أو الحاجة إلى الاستقرار والهدوء والاتزان النفسي هو السبب في هذا الضياع والخسران..
ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وآله دليل المتحيرين دعا الشباب إلى أن يتزوجوا في بداية شبابهم. في سن مبكر وذلك ليعصموا ويحصنوا ثلثي دينهم من الشيطان..
فالزواج المبكر هو خطوة هامة نحو شاطى، النجاة والفلاح، حيث يطفىء لهيب نار الشهوة الجنسية ويقضي حاجتها بما ارتضاه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وبالتالي فإن نار الشهوة تطفأ، كما أنه يمنح الشاب السكون والإستقرار، والتوازن النفسي والمعنوي.
والإعراض عن الزواج هو تحميل للنفس أزيد من طاقتها، وترك الاستجابة لنداء الشهوة الجنسية مثلاً وعدم أداء حقها مخالف للرفق بالنفس ومداراتها كما في كلام السيد الخميني حيث اوصى الشباب وخصوصاً حديثي العهد منهم إلى الرفق بأنفسهم وعدم تحميلها أزيد من طاقتها وقال: "فإنه إذا لم يعامل الشباب أنفسهم بالرفق والمداراة ولم يؤدوا الحظوظ (الحاجات) الطبيعية إلى أنفسهم بمقدارها حاجتها من الطرق المحللة يوشك أن يوقعوا في خطر عظيم لا ييسر لهم جبره...". فينبغي على الشباب أن يرفقوا بأنفسهم ويستجيبوا لحاجاتها، وإلا فإنهم من الممكن أن يقعوا في خطر عظيم لا يمكنهم القيام منه كما قال الإمام الخميني.
فمن يتزوج في سن مبكر فإنه يرفق بنفسه ويمنحها السكون والطمأنينة اعطائها الحب والمودة. ويحافظ على ثلثي دينه ويصونه من الشيطان. كما أنه يحافظ على مجتمعه، لأن الزواج من أهم وسائل مكافحة الفساد والمنكر في المجتمعات.
وقد يعترض البعض على الزواج فى سن مبكر قائلاً بأن الشباب لا يتوفر عند أكثرهم الوعي الصحيح الكامل. وبالتالي فإنهم لا يحسنون اختيار الشريك المناسب لحياتهم. فتكون النتيجة هي الفشل أو الطلاق أو المشاكل المستمرة..
ولكن حل هذه المشكلة وعلاجها سهل بسيط إن شاء الله تعالى، فأهل البيت عليهم السلام لم يشجعوا ويدعوا الشباب إلى الزواج في حداثة سنهم ثم يتركوهم وشأنهم، فلا يرشدونهم على الشريك الصالح لحياتهم، فهم (صلوات الله عليهم) الكرماء والحكماء والرحماء و... وقد حددوا لنا كل شيء وأرشدونا إلى طريق الفوز والنجاة، لذلك ينبغي على الشباب أن يذهبوا إلى أهل البيت وينظروا إلى ما أرشدوهم إليه عليهم السلام ويتبعوا الصفات والموازين التي وضعوها في اختيار الشريك المناسب للحياة وبذلك فلا خسران ولا ضياع إنما فوز وفلاح.
كما أن للأهل والأخوة والأقارب دوراً مهماً جداً في توجيه الشباب وإسداء النصائح لهم وتحذيرهم من السرعة والعجلة و... وينبغي عليهم (الشباب) تقبل هذه النصائح والإرشادات وأخذها بعين الاعتبار وبجدية واستشارة أهل العقل والعلم..
وهكذا يكون الاختيار سديداً صحيحاً بعون الله والتوكل عليه إن شاء الله عز وجل.
_____________________________
(1) ميزان الحكمة - الباب 255 .
(2) المصدر السابق الباب 207 .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|