تعد البحوث الكمية من أكثر البحوث استخداماً من قبل الباحثين عامة والباحثين العرب تحديداً، وأصبح الاتجاه لهذا النوع كبيراً لأن الملاحظة المباشرة التي كانت تستخدم في البحوث الكمية طريقة من طرق بحث الظواهر الاجتماعية غير كافية في مساعدة الباحث في الإجابة على عديد من التساؤلات التي تطرحها الظروف والتغيرات الحديثة، وينقسم البحث العلمي تبعاً لسؤال مشكلة البحث إلى بحوث تجريبية وبحوث استقرائية، ويقصد بالأولى تلك التي تعتمد على استخدام التجربة الحكمة في تأكيد فرضيات البحث أو رفضها، أما البحوث الاستقرائية فيقصد بها البحوث التاريخية، وتستخدم عادة في العلوم الاجتماعية.

وتتضمن التحليلات الكمية نتائج الاستقصاءات التي تأتي عادة في صورة أرقام أو إحصائيات رياضية أو رسوم بيانية، وتتضمن كذلك تحليل المضمون والمقابلة المقننة وقياس الاتجاهات. ويهدف التحليل الكمي أساساً إلى تلخيص كافة البيانات، حيث تركز الدراسات الكمية في الفكر البحثي لعلوم الإعلام على القياس والاختبار والسببية وتقترب بذلك من الفاعلة المعرفية للعلوم الطبيعية، كما يطلق على البحث الكمي في العلوم الاجتماعية بحثاً علمياً؛ لأنه عادة ما يتم فيه صياغة المشكلات البحثية في شكل يصلح لاختبار الفروض، ومحاولة التعرف على العلاقات بين المتغيرات وقياسها مع التقليل قدر المستطاع من تدخل الباحث.