أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-17
7652
التاريخ: 12-02-2015
3674
التاريخ: 9-02-2015
3290
التاريخ: 20-01-2015
5275
|
وحديث يوم الإنذار هو الحديث الخاص عن اجتماع عشيرة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) بدعوة منه لغرض دعوتهم إلى بيعته ومؤازرته ، وكان أوّل من أعلن استجابته لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ذلك اليوم من عشيرته الأقربين : هو عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) .
وقد ذكر المفسّرون والمؤرّخون ومنهم الطبري في تأريخه وتفسيره معا أنّه لمّا نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وضاق ذرعا لما كان يعلم به من معاندة قريش وحسدهم ، فدعا عليّا ( عليه السّلام ) ليعينه على الإنذار والتبليغ .
قال الإمام عليّ ( عليه السّلام ) : دعاني رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فقال : يا عليّ ، إنّ اللّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت ذرعا وعلمت أنّي متى ابادرهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمتّ عليه حتى جاءني جبرئيل فقال : يا محمّد إلّا تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك .
فاصنع لنا صاعا من طعام ، واجعل عليه رجل شاة ، واملأ لنا عسّا من لبن ، واجمع لي بني عبد المطّلب حتى أكلّمهم وأبلّغهم ما أمرت به .
فصنع عليّ ( عليه السّلام ) ما أمره رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ودعاهم وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه ، منهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فأكلوا ، قال عليّ ( عليه السّلام ) : فأكل القوم حتى ما لهم بشيء من حاجة ، وما أرى إلّا موضع أيديهم ، وأيم الذي نفس عليّ بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم .
ثمّ قال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : إسق القوم ، فجئتهم بذلك العسّ فشربوا منه حتى رووا منه جميعا ، وأيم اللّه إنّه كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله . فلمّا أراد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) أن يكلّمهم بادره أبو لهب فقال : لقد سحركم صاحبكم ، فتفرّق القوم ولم يكلّمهم الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) فأمر عليّا في اليوم الثاني أن يفعل كما فعل آنفا ، وبعد أن أكلوا وشربوا قال لهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : يا بني عبد المطّلب ! إنّني واللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به ، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني اللّه تعالى أن أدعوكم اليه ، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فأحجم القوم عنه جميعا إلّا عليّا ، فقد صاح في حماسة : أنا يا نبيّ اللّه أكون وزيرك عليه ، فأخذ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) برقبة عليّ وقال : إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع[1].
إذا كان يوم الدار يوم الإعلان الصريح عن بداية مرحلة جديدة في حياة النبيّ وحياة الدعوة الإسلامية ، وقد اتّسمت بالتحدّي المتبادل ثمّ المواجهة السافرة بين الإسلام والشرك .
ومن تتبّع سيرة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وأحاط علما بجميع شؤونها وتفاصيلها في بدء تشكيل الحكومة الإسلامية وتشريع أحكامها وتنظيم شؤونها ومجرياتها وفق الأوامر الإلهية ؛ يرى أنّ عليا ( عليه السّلام ) وزير النبيّ في كلّ أمره وظهيره على عدوّه ، وساعده الّذي يضرب ويبني به وصاحب أمره إلى نهاية عمره الشريف . وكان يوم الدار والإنذار يوم المنطلق الذي لم يشهد ناصرا لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) كعلي بن أبي طالب ، شعارا وشعورا وجهادا وفداء .
[1] تأريخ الطبري : 2 / 63 ط مؤسسة الأعلمي ، والكامل في التأريخ : 2 / 62 ، ومثله في الإرشاد للمفيد : 42 الباب 2 الفصل 7 ، وأيضا في تفسير مجمع البيان : 7 / 206 وتأريخ دمشق لابن عساكر : 1 / 86 .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل مدير الوقف الجعفري في دولة الكويت
|
|
|