الجنة والنار مخلوقتان الآن لقوله تعالى:{جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: 133] شبه عرضها بعرضها وإلا لزم كون الجنة نفس السماوات والأرض, ثم أخبر تعالى عن إعدادها وتهيئها بلفظ الماضي فتكون الآن واقعة, ولأنه أخبر عن إسكان آدم الجنة وإخراجه منها (1).

وأما النار فلقوله تعالى: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24] ... ومنع أبو هاشم والقاضي عبد الجبار(2) ضعيف.

______________

(1) قوله تعالى في الآية 35 و 36 من سورة البقرة {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}.

(2) حكاه عنهما في تلخيص المحصل: 395, والعلامة في معارج الفهم: 572, والتفتا زاني في شرح المقاصد 5: 107.