أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-5-2021
2329
التاريخ: 19-8-2020
2253
التاريخ: 2023-03-12
1799
التاريخ: 29-9-2020
4071
|
قال الشهيد الثاني رحمه الله(1): استحضر فيه أنك كائن بين يدي ملك الملوك، تريد مناجاته والتضرع إليه والتماس رضاه ونظره إليك بعين الرحمة، فانظر مكانا يصلح لذلك كالمساجد الشريفة(2) والمشاهد المطهرة(3) مع الإمكان، فإنه تعالى جعل تلك المواضع محلا لإجابته ومظنة لقبوله ورحمته، ومعدنا(4) لمرضاته ومغفرته، على مثال حضرة الملوك الذين يجعلونها وسيلة لذلك، فادخلها ملازما للسكينة والوقار، ومراقبا للخشوع والانكسار، سائلا أن يجعلك من خلص عباده، وأن يلحقك بالماضين منهم.
وراقب الله كأنك على الصراط جائز، وكن مترددا بين الخوف والرجاء وبين القبول والطرد، فيخشع حينئذ قلبك ويخضع لبك، وتتأهل لأن يفيض عليك الرحمة وتنالك يد العاطفة، وترعاك عين العناية(5).
وفي مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): «إذا بلغت باب المسجد فاعلم أنك قصدت ملكا عظيما لا يطأ بساطه إلا المطهرون، ولا يؤذن بمجالسته إلا الصديقون، وهب القدوم إلى بساط خدمته هيبة الملك، فإنك على خطر عظيم إن غفلت.
واعلم أنه قادر على ما يشاء من العدل والفضل معك وبك، لأن عطف عليك بفضله ورحمته قبل منك يسير الطاعة وأجزل لك عليها ثوابا كثيرا جزيلا وإن طالبك باستحقاقه الصدق والإخلاص عدلا بك حجبك ورد طاعتك وإن كثرت، وهو {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج: 16].
واعترف بعجزك وتقصيرك وفقرك بين يديه، فإنك قد توجهت للعبادة له والمؤانسة به، واعرض أسرارك عليه، ولتعلم أنه لا يخفى عليه أسرار الخلائق أجمعين وعلانيتهم، وكن كأفقر عباده بين يديه.
وأخل قلبك عن كل شاغل يحجبك عن ربك، فإنه لا يقبل إلا الأطهر والأخلص، فانظر من أي ديوان يخرج اسمك، فإن ذقت من حلاوة مناجاته ولذيذ مخاطباته، وشربت بكأس رحمته وكراماته من حسن إقباله عليك وإجاباته وقد صلحت لخدمته، فادخل فلك الإذن والأمان، وإلا فقف وقوف مضطر قد انقطع عنه الحيل وقصر عنه الأمل وقضى الأجل، فإذا علم الله من قلبك صدق الالتجاء إليه نظر إليك بعين الرأفة والرحمة، والعطف، ووفقك لما يحب ويرضى، فإنه كريم يحب الكرامة لعباده المضطرين إليه المحترقين على بابه لطلب مرضاته.
قال الله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62].(6)
__________________
(1) مرت ترجمته.
(2) مثل المسجد النبوي الشريف.
(3) وهي مراقد أهل البيت (عليهم السلام) وأبنائهم البررة (صلوات الله عليهم أجمعين).
(4) المعدن: مكان كل شيء يكون فيه أصله ومبدؤه نحو معدن الذهب والفضة والأشياء.
لسان العرب، ابن منظور: 13/ 279، مادة "عدن".
(5) أنظر: رسائل الشهيد، الشهيد الثاني: 118، أسرار الصلاة.
(6) أنظر: مصباح الشريعة، الإمام الصادق (عليه السلام): 130 ــ 131، الباب الواحد والستون في دخول المسجد.
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|