الجغرافية السياسية

اختلفت المدارس الفكرية في تعريف الجغرافية السياسية وتباينت لاسيما في الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية لكنهم اتفقوا على أطار عام للجغرافية السياسية يتلخص بانها ذلك العلم الذي يدرس الأقاليم والوحدات السياسية ويركز على مقدار ما تسهم به العوامل الجغرافية ومعطياتها الطبيعية والبشرية في قيمة الدولة)، فضلا عن تعاریف عديدة أشارت إلى مفهوم الجغرافية السياسية اختلفت حسب أراء العلماء المختلفين ومنهم العالم (فان فالكتبرج) الذي عرفها على انها الدولة أو الوحدات السياسية والتي تتناول كل وحدة سياسية تتميز بظرف خاص بها في الإنتاج والاستغلال مع المساهمة في تحقيق متطلبات السكان. وذهب (کرسي) إلى تعريفها بأنها تطبيق مبادئ الجغرافية على المشكلات السياسية الداخلية والخارجية للدولة، في حين ذهب (بومان) إلى أنها العلم الذي يساعد في تحديد وفهم الأسباب الجغرافية التي تؤثر في سلوك الإنسان السياسي.

لكنها تتلخص بصورة عامة بدراسة الوحدات السياسية في العالم والسياسات التي تتبعها الدولة في الأنشطة الاقتصادية المختلفة التي يعمل فيها السكان، فالعلاقة بينها وبين جغرافية الزراعة جاءت من خلال فهم ومعرفة السياسة الزراعية للدولة التي تتخذها بتجاه الزراعة وتوزيع الأراضي، مع توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي والتي تشمل المكائن والمعدات والاسمدة والبذور مع منح السلف الزراعية لفتح المشاريع في القطاع الزراعي، كما يتعدى احيانا مفهوم الجغرافية الزراعية إلى مبدأ تدخل الدولة في الإنتاج الزراعي وهذا يختلف حسب الأنظمة السياسية.

إذن العلاقة قوية بين التخصصين فقوة الوحدات السياسية تعتمد على قوة مواردها سواء كانت طبيعية أو بشرية ومدى قوة هذه الوحدات على استثمارها بالشكل الصحيح لذلك نرى بان الجغرافية السياسية تهتم بالزراعة والسياسة الزراعية كون الزراعة مورد أساسي من موارد القوة في الوحدة السياسية.