العوامل البشرية المؤثرة في الإنتاج الزراعي

تلعب العوامل البشرية دورا هاما في الإنتاج الزراعي وعملية النهوض به والتي يقصد بها ما يتعلق بالإنسان ونشاطه في مجال الزراعة وهي لا تقل من حيث الأهمية عن العوامل الطبيعية المؤثرة في النشاط الزراعي. وقد حاول الإنسان جاهدا التغلب على كافة المشاكل التي تعترض طريقة في سبيل استثمار أراضي الزراعية سواء كان منها الطبيعية أو البشرية مما قلل من كثير من الصعوبات التي تعترض طريق نجاحة واستثماره الأفضل للبيئة وسخر في سبيل ذلك قدراته وخبراته العلمية في سبيل رفع القدرة الإنتاجية لجميع المنتجات الزراعية سواء كانت نباتات أو حيوانات وذلك من خلال إنتاج محاصيل زراعية في بيئات مختلفة ومحاصيل متعددة مع رفع قدرته لإيجاد البدائل للتأثيرات التي يتركها العامل الطبيعي المحدد للإنتاج.

فقد سعى لإيجاد أماكن بيئية خاصة مثل الزراعة المغطاة والبيوت البلاستيكية الغرض منها توفير محاصيل زراعية في أوقات مختلفة لسد الحاجة اليها من قبل الإنسان كما فعل في نقل بعض المحاصيل إلى مناطق مختلف من مناطقها الرئيسة إلى مناطق أخرى. وقدرته على استخدام الأسمدة الكيمياوية الغرض تحسين خواص التربة والعمل على تطوير سلالات وراثية لأنواع متعددة من النباتات والحيوانات والغرض من هذه الإجراءات هو التقليل من الخسائر التي تواجه الإنتاج الزراعي.

وبفضل الإنسان أيضا ظهرت مناطق زراعية في بيئات غير ملائمة للإنتاج الزراعي مثل المناطق الصحراوية من خلال قدرته على استعمال وتطوير طرق ري متطورة تتميز بالاستخدام الأمثل للموارد المائية القليلة مثل طرق التنقيط وطرق الري تحت السطحي والرش. فضلا عن ذلك فقد غير الإنسان من طريقة نمو كثير من محاصيل الفواكه مثل تلك التي تنمو عموديا والتي تتأثر بالرياح العالية وجعلها تنمو بصورة أفقية وبالتالي تتلافي سرعة الرياح.

تمتاز العوامل البشرية بانها متشابهة ومتداخلة فهي تتصل بكثير من الظروف والاوضاع الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، وهذه الجوانب متداخلة وتؤثر في بعضها لأن ما يميز العوامل البشرية عن غيرها هو أن العامل المشترك فيها هو الإنسان وهو العامل القادر على التأثير في كل هذه الأوضاع. ولكن يبقى العامل الطبيعي عامل محدد للإنتاج ولولا تدخل الإنسان وتغلبه على كثير من المشاكل التي تواجه الإنتاج بعد أن أستخدم مختلف الوسائل التي تمكنه من ذلك.