- محصول القمح (Wheat): 

كان القمح ولا يزال أهم محاصيل الحبوب على مستوى العالم، كونه المادة الأساسية للغذاء، فالخبز لا غنى عنه كغذاء لجميع سكان الأرض وبالأخص سكان العروض الوسطى والمناطق شبة المدارية الجافه، وهو عامل أساسي في استقرار الدول غذائيا، ولذلك يدرج من ضمن ما يسمی بالمحاصيل الاستراتيجية. وهو من أقدم المحاصيل المنتجة في الشرق الأوسط ایضا، إذ تعود زراعته إلى سبعة آلاف سنة تقريبا، وهو من اوسع محاصيل الحبوب زراعتان بسبب الأنواع الكثيرة التي زرعت منه نتيجة أجراء عمليات الانتخاب والتهجين التي يكون الغرض من ورائها الحصول على أصناف جديدة تتحمل مختلف الظروف المناخية وتلائم مختلف البيئات، وهذا الانتشار الواسع لزراعة القمح جاء نتيجة مجموعة من الخصائص تميز بها هذا المحصول منها سهولة تخزين حبوب القمح بعد تجفيفها وحفضها في مكان بارد، يمكنها البقاء صالحة للزراعة لعدة سنوات، فضلا عن تفضيله لصناعة أنواع متعددة من الأطعمة. يعتقد بان كلمة قمح هي أساسا مأخوذة من الكلمة الهيروغليفية (قمحوا) التي وردت في قوائم القربان في عصر الدولة القديمة في مصر، وذكرت في بعض الكتابات القديمة قمح، وفي بريطانيا يطلق على القمح (كورن) وفي إسكتلندا تعني الشوفان.

أما في الوقت الحاضر فبعد القمح من أكثر محاصيل الحبوب في التجارة الدولية، خصوصا بعد أن تغير الناس من خبز الشعير إلى القمح، وقد حل محل الذرة في أمريكا اللاتينية مثلا، وفي جنوب اوروبا وكثير من مناطق العالم، ومع تزايد الاستهلاك لهذا المحصول بدأت المساحات المزروعة منه تتزايد لمواجه هذه الزيادة في الاستهلاك وبهذا فأن القمح بعد في مقدمة اهتمامات دول العالم التأمين الأمن الغذائي، وهو من أهم السلع في البعد الاستراتيجي، كما يعد من أهم الأساليب المهمة والفعالة في التأثير الاقتصادي في القرار السياسي لكثير من دول العالم. وهذا ما نلاحظه في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في استخدام هذا المحصول كسلاح مع دول كثيرة في المنطقة.

وتعددت أنواع القمح وكثرته بسبب كونه من النباتات الجبلية التي انتشرت زراعتها وظهرت منه أنواع تكيفت مع مختلف الظروف المناخية في المناطق المعتدلة، وساهم في زيادة انتشاره و نوع زراعته ظهور الثورة الصناعية في اوروبا ودخوله كمادة أساسية في صناعات كثيرة ومهمة. وللقمح أنواع عديدة، فقد افادت الصين وجود (1000) صنف فيها في السبعينات من القرن العشرين.