مثلث البيئة البشرية: النموذج الوحيد الذي يسهل فهم العلاقة بين الصحة ومكان معين هو مثلث البيئة البشرية، الذي تصور مفهومه ميد وآخرون (1988 .Meade et al). ويتألف المثلث من ثلاثة رؤوس هي: السكان والسلوك والموطن، ويتضمن في داخله حالة الصحة (انظر الشكل 11-4).

وفي إطار النموذج، يكون الموطن جزءا من البيئة التي يعيش فيها الناس. ويشمل البيوت وأمكنة العمل وأناط الاستيطان ومناطق الترفيه ونظم النقل. ويعتبر السكان البشر هم المضيفين المحتملين لعديد من الأمراض. وتشمل العوامل التي تؤثر في السكان وتميزهم أيضا الحالة التغذوية والمقاومة الوراثية والحالة المناعية والبنية العمرية والمخاوف النفسية والاجتماعية. ويشمل السلوك الجوانب الملحوظة للسكان وهو ينبع من التقاليد الثقافية. كما يؤثر بمن يحتكون مع مخاطر المرض، وفي ما إذا كان السكان يختارون بدائل أخرى أو لا.

ويعتمد مفتاح فهم صحة السكان في مكان معين على تقدير مدى قيام السكان من خلال سلوكهم بتطوير موطنهم والتفاعل معه. ولكل الأمراض تقريبا موطن مثالي أو بؤرة طبيعية. وهناك كثير من المواطن أو البؤر موجودة في الطبيعة بشكل مستقل عن النشاط البشري، ويشار إليها بالمناطق الصامتة التي تكون مجهولة للناس، إذ يحتكون بها ويصابون بالمرض. ولكن العامل البشري يفسر: من، ومتي، وأين، ولماذا يصاب الناس بالأمراض العديدة؟ ومن خلال عديد من المعتقدات والنشاطات، يصبح كثير من البشر معرضين لمرض ما، أو يزيدون أو يقلصون انتشاره، أو يقيمون حواجز ثقافية مختلفة في وسيلة لمكافحة دورة المرض (2005 ,1994 Palka).