أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016
2407
التاريخ: 5-6-2022
1567
التاريخ: 22-7-2016
2362
التاريخ: 2/10/2022
1843
|
قد تواردت الأخبار في فضيلة الخوف والرجاء، وربما يعتري الناظر الشك في كون أيهما أفضل؟
فاعلم أن ذلك يضاهي قول القائل: الخبز أفضل أم الماء؟ (1).
وجوابه: إن الخبز أفضل للجائع والماء أفضل للعطشان، وإن اجتمعا نظر إلى الأغلب: فإن كان الجوع أغلب فالخبز أفضل، وإن كان العطش أغلب فالماء أفضل، وإن استويا فهما متساويان.
وكذا إن كان الغالب على القلب داء الأمن من مكر الله والاغترار به فالخوف أفضل، وإن كان الأغلب هو اليأس والقنوط من رحمة الله فالرجاء أفضل.
وأمّا بالنسبة إلى المؤمن المتقي الذي ترك ظاهر الإثم وباطنه وخفيه وجليه (2) فالأصلح به أن يعتدل خوفه ورجاؤه، كما ورد في الأخبار، ففي الكافي عن الصادق عليه السلام وقد قيل له: ما كان في وصية لقمان؟ فقال: كان فيها الأعاجيب وكان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه: خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاءً لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك.
ثم قال (عليه السلام) (3): كان أبي يقول: إنه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا (4).
ويرشد إلى ذلك أيضاً قوله تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90]. وقوله تعالى: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة: 16].
وغلبة الرجاء في غالب الناس مستندها الاغترار وقلة المعرفة، والأصلح لهم قبل الإشراف على الموت غلبة الخوف، وعند الموت غلبة الرجاء وحسن الظن كما ورد في الأخبار (5)، والسر في ذلك أن الخوف جار مجرى السوط الباعث على العمل، وقد انقضى وقت العمل، وهو لا يطيق هناك أسباب الخوف؛ لأنها تقطع نياط (6) فلبه وتعين على تعجيل موته. وروح الرجاء يقوس قلبه ويحبب إليه ربّه الذي إليه رجاؤه، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه (7).
واعلم أنّ الرجاء محمود إلى حد، فإن تجاوزه إلى الأمن فهو خسران، قال تعالى: {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]. وكذا الخوف محمود إلى حد، فإن جاوز إلى القنوط فهو ضلال، قال تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56]. أو إلى اليأس فهو كفر، قال تعالى: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: بحار الأنوار، مجلسي: 84 / 10، كتاب الصلاة، باب 47: ما ينبغي أن يقرأ كل يوم وليلة / بيان الحديث 16.
(2) أمر جلي: واضح. أجل لنا هذا الأمر، أي: أوضحه.
كتاب العين، الفراهيدي: 6/180، مادة "جلو".
(3) الإمام الصادق (عليه السلام).
(4) انظر: الكافي، الكليني: 2/ 67، كتاب الإيمان والكفر، باب الخوف والرجاء/ ح1.
(5) انظر: الكافي، الكليني: كتاب الإيمان والكفر، باب الخوف والرجاء. جامع الأخبار، الشعيري: الفصل 54 في الخوف والفصل 55 في حسن الظن.
(6) النياط: عرق غليظ قد علق به القلب من الوتدين.
كتاب العين، الفراهيدي: 7/456، مادة "نوط".
(7) انظر: الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 164 ـ 165، الباب الثالث في الرجاء والخوف، الفصل الرابع الخوف من الله على مقامين.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|