الصناعة والتقدم التكنولوجي

إن نمو المدن لا يخضع للمرحلة التكنولوجية أو المستوي الاقتصادي الذي تعيشه الدول وإلا لكان معنى هذا تفوق الدول المتقدمة على النامية في أحجام المدن فالملاحظ أن معظم المدن المليونية العملاقة حاليا تقع في الدول النامية دليلا على ان الصناعة والتكنولوجية وحدهما ليستا بالعوامل الأساسية، بيد أنه لولا الصناعة والابتكارات الحديثة، ما تمكن الإنسان من بناء الطوابق المتعددة وتغلب على مشكلات المرور بحفر الاتفاق وتشييد الجسور، وحتى في الدول النامية فإن الصناعة تظل تلعب دورا أساسيا في نمو المدن. إن ما يهمنا هنا هو أثر الصناعة في استخدامات الأرض حيث تشكل نسبة لا بأس بها في معظم المدن الكبيرة الحديثة، كما أن موقع الصناعة يؤثر في توزيع فئات الاستخدام الأخرى فالصناعة تتناقض مع السكن الفاخر لأنه عالم تلوث، كما أنها وظيفة مهاجرة دائما إلى هوامش المدن لانخفاض أسعار الأراضي بينما تنجذب الصناعات الخفيفة غير الملوثة والتي لا تشغل حيزا كبيرا إلى وسط المدينة وهذه قاعدة عامة لها شذوذها لوجود عوامل أخرى مؤثرة مثل توفر المياه وشبكات النقل والطاقة ومواقع الصناعات الأخرى ذات العلاقة المكملة.