وظائف الصورة الصحفية- 2- الوظيفة السيكولوجية

لقد عرف الإنسان قيمة الصورة منذ فجر التاريخ واستخدمها في تسجيل تاريخه لتتوارثه الأجيال، فلو عدنا إلى آثارنا الفرعونية العظيمة لوجدنا الدليل الأكبر على مكانة الصورة وأهميتها، فمن خلالها عرضوا لنا آثارهم الخالدة ومنها فهمنا حياتهم وحروبهم ويومياتهم وسلوكهم وعاداتهم ومعتقداتهم وكل شيء في حياتهم، وذلك نابع من إدراكهم للأثر العظيم الذي تقوم به الصورة في نقل الرسالة.

فالصورة عنصر ضروري بالنسبة لشكل الصحيفة فهي أحد العناصر البصرية التي تنقل للقارئ مضمونا متكاملا بشكل محدد، فالصورة لغة عالمية يفهمها الجميع، والصورة عموما تكمل الروايات الخبرية وتستخدم في تصوير جوانبها.

وهناك مثل صيني يقول (إن صورة واحدة تعادل ألف كلمة ) فالصورة تستطيع أن تعرض مالا يستطيع الصحفي أن يعرضه بالوصف اللفظي والصورة تعرض الموضوعية والتكامل والدقة في لحظة واحدة بجانب أنها لا تطلب من القارئ إرهاقا عقلية، كما هو الحال في المقال أو القصة أو غير ذلك.

إذن فالصورة تلبي حاجة سيكولوجية لدى الإنسان وكذلك تسد بعض المتطلبات العقلية والنفسية وهي تشبع حاجة القارئ إلى القراءة والاطلاع وتؤثر فيه باستغلال قوي اللفظ والصورة.

وأهمية هذه الصورة في حالة الحروب والكوارث، كما تشبع الصورة بعدا آخر على الشخصية التي تستحق أن ينشر عنها شيئا أو تصورها وإن كان محور الصورة السيكولوجية دائما هو المعنى الذي توحى به الصورة.