إنسانية الصورة الصحفية

إن المصور الصحفي النابه هو الذي يحرص على الاهتمام بالجانب الإنساني للصورة الأن الاهتمام بالجانب الإنساني في الصورة يزيد من قيمة الصورة ويعمل أيضا على جذب عدد كبير من القراء.

ويمكن لصورة واحدة أن تحمل في طياتها الجانب الإنساني أن تتسبب في أحداث وقرارات مصيرية ومثال على ذلك تلك الصور التي نشرتها بعض الصحف للإساءة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأثرها البالغ في إيقاظ الضمير العالمي بغض النظر عن حاجز اللغة لدرجة جعلت الجمعية العامة للأمم المتحدة تدين هذه الصور، كما تمت مقاطعة المنتجات وتجميد العلاقات الدبلوماسية بين الدول الإسلامية ودولة الدنمارك.

وليس معنى ذلك أن يفرق الصحفي في تصوير المآسي الدامية، فيعرض صور الضحايا والمنكوبين عرضة مثيرة، إذ أن هناك عاملا آخر لا يقل أهمية وهو للذوق السليم، فالصور الفظيعة البشعة كالجرائم الوحشية والحوادث المروعة وصور جثث القتلى والجرحى والمشوهين تبعث على الاشمئزاز والنفور والتقزز.

وعادة ما يظهر هذا النوع من الصور التي تتسم باللمسة الإنسانية على صفحات صور المعارضة السياسية وذلك من أجل جلب السخط وإثارة الجماهير ضد الحكومة والحزب الحاكم.

ورغم التأثير الذي قد تحدثه هذه الصور ذات اللمسة الإنسانية إلا أن الإكثار من نشرها في الصحف قد يؤدي إلى نتيجة عكسية حيث ينفر القراء من هذه الصور والصحيفة، بالإضافة إلى أن هذا الأمر لا يتفق مع الأخلاقيات الخاصة بالصورة الصحفية.