كلام الصورة

على الرغم من القول الشائع بأن الصورة تتحدث عن نفسها، فإن القارئ يحتاج في أغلب الأحوال حين يطالع صورة صحفية إلى تعليق بسيط ييسر فهمها، بل يوكل بعض التيبوغرافيين للكلام الأهمية الكبيرة التي تحتلها الصورة على الصفحة، على أساس أن صورة مع تعليق من عشر كلمات قد تعادل في قيمتها ما تشغله من مساحة على الصفحة.

وهكذا يحتاج القراء إلى كلام الصورة ليعرفوا من في الصورة ؟ وعن أي شيء تدور؟ فعلى الرغم من أن الجريدة أو المجلة - بطبيعة الحال - تنشر صورا عديدة لرجال سياسية ورجال فن وشخصيات من المجتمع يمكن تمييزهم بسهولة بواسطة القراء نجد أن هناك قاعدة صحيفة هامة تقول : لا تدع صورة في الصحيفة بدون كلام أو تعريف حتى لو لم يتعد مجرد سطر واحد يحمل اسم صاحب هذه الصورة.

فلا يجب على المحرر أن يقلع عن كتابة كلام الصورة اعتقادا منه بأن القراء قادرون على تمييز هذه الشخصيات المشهورة أو الأماكن المعروفة، وذلك لأننا نعيش في عصر العولمة والسرعة فيمكن أن نرى أكثر من وجه جدي في اليوم الواحد، مما يجعل من قدرة القارئ على التعرف على كل الشخصيات المشهورة والتمييز بينها أمر بالغ الصعوبة.

وكذلك الصور الإخبارية هي الأخرى في حاجة إلى تعليق يوضح بعض جوانبها أو يلفت نظر القارئ إلى عنصر ما كان ليلتفت إليه أو يفهمه، حتى الصور الجمالية التي لا تحوي أية قيمة إخبارية تحتاج إلى كلمات تصاحبها، تشير إلى بعض النواحي الفنية فيها، حيث إن كلام الصورة لا يعرف بالأشخاص ويفسر العلاقات فحسب، بل يحدد وقوع الحدث الذي جمدته الصورة في لحظة ما، ويشير إلى تفاصيل دقيقة في الصورة ويحاول أن يستخرج منها معاني معينة.

ويجب أن نؤكد على أن كلام الصورة ينبغي أن يكون مقتصرة ومركز يدخل في الموضوع بصورة مباشرة دون مقدمات أو تفاصيل لا أهمية لها ولكن ليس مفهوم التركيز هنا هو الإخلال الذي قد يكون له نتيجة سلبية كأن يثير الحيرة في نفس القارئ أو التساؤل لعدم تمكنه من فهم الموقف الموجود في الصورة.