أفعال المقاربة

وهي .. عسی  وكاد . وكرب . وأوشك تقول عسى  زيد أن يخرج ، بمعنى قارب زيد الخروج . والغرض أن عسى يرفع وينصب كما أن - كاد - كذلك . و  أوشك ، يستعمل استعمال - عسى مرة وإستعمال - كاد - أخرى . والجيد في (كرب  إستعمال - كاد). أقول : قسم النحويون - هذه الأفعال - ثلاثة أقسام ، من حيث المعنى : ما هو أحدها لمقاربة الفعل وهو ستة ألفاظ أشهرها « كاد » وأغربها و أولى » . والبواقي : كرب - بفتح الراء وهو الأفصح . وكسرها ..  و أوشك » . و «هلهل» . و « ألم » .  وثانيها ، ما هو للشروع في الفعل وهو ستة ألفاظ : جعل »، و « طفق » بكسر الفاء وهو أشهر . وفتحها - ويقال : «طبق » بكسر الباء . و « أنشأ » و «هب» . و«أخذ» و «علق » . وأغربهن «علق . و . . هَبْ » . و « ثالثها » ما هو لترجي الفعل ، وهو لفظان : « عسى . وإخلواق » . و قاله ابن مالك . قال أبو حيان : والمحفوظ أن « حرى » اسم منون لا يثنى ولا يجمع . وزاد ثعلب في أفعال الشروع - :  قام . وأنشد وأفعال هذا الباب كلها جامدة لا تتصرف ، ملازمة للفظ المضي وذلك حيث أريد بها المبالغة في القرب . فهي شبيهة بنعم وبئس  في الجمود وعدم التصرف وكاد أصلها  الواو ، عند سيبويه . قال ويقال كدت بضم الكاف ليس خير ، ووزنها فعل . وقيل أصلها « الياء » . ولا تزاد » كاد » في الكلام . خلافا للأخفش . وإذا الكاف -  إتصل ضمير الرفع . وجاز كسرها . أما مع ضمير عسى  نحو  عسیت فالأشهر فتح السين . وكل هذه الأفعال ملحقة به كان » في العمل والاختصاص بالجملة  النصب إذا اتصل بها فالنصب فقط الفعلية . ولها مع « ان » من حيث دخولها على المضارع الواقع خبراً لها أو عدم دخولها أحوال : أولها ، ما يجب تجرده من « آن ، وهو : و هلهل . وأفعال الشروع ، ؛ لأن هذه كلها للحال . و ان  تخلص المضارع للاستقبال. و ثانيها » ما يجب أن يقترن بها . وهو خبر «أولى » . ويقال : « الرجاء » لأنه مما يختص بالاستقبال و  ثالثها  ما يجوز فيه الاقتران وعدمه. وهي الباقية من الأفعال المتقدم ذكرها . والأعرف في خبر و كاد - وكرب ، حذف آن . والأعرف في  عسى وأوشك  الاثبات . ولا يتقدم ـ في هذا الباب - الخبر على الفعل . ويتوسط بين الفعل والاسم إذا لم يقترن بـ  أن .. والسبب في عدم جواز ذلك : أن أخبار - هذا الباب - خالفت بقية الأخبار حيث لازمت كونها أفعالاً . لذا منعوا فيها مخالفتين الفعلية. والتقديم ، قاله ابن مالك فائدة : إختصت . عسى . وإخلولق . وأوشك ، من بين هذه الأفعال : أنها تأتى تامة مكتفية بالفاعل فقط ويكون حينئذ مصدرا مؤولاً نحو :  عسى أن ينفرج الضيق وإخلولق أن يثمر  البستان  و  أوشك أن يقبل الربيع  وما تصرف نحو : یکاد ويجعل . ويوشك . ويطفق ، فقد سمع هذا المضارع من العرب فله حكم الماضي . وليس لغير هذه مضارع . بل كلها جوامد.